تقع قرية نحالين على بعد نحو 20 كم عن بيت لحم*، و40 كم عن الخليل*، ويصلها بهاتين المدينتين طريق جبلي متعرج ووعر.
في منتصف ليلة 28-29/3/1954، اجتازت قوة من الجيش الإسرائيلي مؤلفة من 300 جندي خط الهدنة، وتوغلت في أرض الضفة الغربية مسافة 3.5 كم، حتى وصلت إلى قرية نحالين في منطقة بيت لحم، حيث انقسمت إلى قسمين: أحاط أولهما بالقرية من ثلاث جهات، ليشاغل الحرس الوطني بنار غزيرة من الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية، سائراً بذلك تحرك القسم الثاني الذي دخل القرية، وألقى القنابل اليدوية وأطلق النار على سكان القرية الآمنين وبث الألغام في بيوتها ومسجدها. وقد هرع الحرس الوطني فحال دون تحقيق الأعداء غرضهم، وأحبط انفجار معظم الألغام. وبالرغم من ذلك فقد استشهد ثمانية من أهل القرية، وجرح 14 منهم، كما استشهد ثلاثة جنود أردنيين وجرح خمسة آخرون، حينما هرعوا إلى نجدة القرية فانفجر لغم تحت سيارتهم.
قام مراقبو الأمم المتحدة بالتحقيق في هذا الاعتداء، وزاروا البيوت التي هدمها المعتدون بالألغام. وقد تذرع العدو، لتبرير اعتدائه، بحجة وفود فدائيين فلسطينيين في القرية، وبانطلاقهم منها إلى داخل (إسرائيل) للقيام بعملياتهم ثم العودة إلى القرية.
وكانت الحكومة الأردنية قد تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن لمناقشة هذا الاعتداء، ثم تبين لها أن العدو يسعى إلى إظهار فشل نظام الهدنة والدعوة إلى عقد اتفاقيات للصلح بدلاً منه، فآثرت حينذاك سحب شكواها من المجلس.
المراجع:
- الأمانة العامة لجامعة الدول العربية: اعتداءات إسرائيل قبل هجوم 29 أكتوبر 1956 على مصر، القاهرة 1958.
- صلاح العقاد: قضية فلسطين، المرحلة الحرجة (1945 – 1956)، القاهرة 1968.