يقبل علماء الطيور اليوم على مخطط للتوزيع الجغرافي للحيوانات على أساس الشروط البيئية والمناخية المتباينة على سطح الأرض. ويقسم هذا المخطط الكرة الأرضية إلى ست مناطق، تستوطن كلا منها فصائل معينة من الطيور.
وتتميز فلسطين بموقع جغرافي يتوسط ثلاثاً من هذه المناطق، هي المنطقة القطبية القديمة، والمنطقة الحبشية، والمنطقة الهندية. ولما كانت فلسطين واقعة على طريق هجرة الطيور من الأقطار الباردة في شمال أوروبا وآسيا، وبين الأقطار الحارة في إفريقيا وآسيا، ولما كانت تضاريس أرضها تضم الجبال والسهول والأغوار والأنهار والبحيرات والمستنقعات، فإنها تجتذب أنواعاً مختلفة من الطيور أثناء الهجرة، وتجنمع فيها شوارد الطيور من المناطق الحيوانية المختلفة، كالهندية والحبشية، فتضيف بذلك أنواعاً جديدة إلى طيور المنطقة، التي هي طيور المنطقة القطبية القديمة.
أ- العصفوريات: أكبر رتب الطيور عدداً وأكثرها تنوعاً. فجميع فصائلها، من قنابر وسنونو وغربان وقراقف وبلابل وذعر وصرد وهوازج وشحارير وغيرها، تتمثل بأنواع كثيرة في فلسطين.
فمن الفصيلة القنبرية ضربان من العلعل، أحدهما في قطاع البحر المتوسط والثاني في النقب. وهناك أيضاً ثلاثة ضروب من القنبرة المتوجة أحدها في النقب ووادي الأردن والسهل الداخلي، والثاني في السهل الساحلي، والثالث في جبال فلسطين، وهذه القنبرة تضر بالفلاحين وتأكل حب الحصاد. ويشيع في جنوب البلاد ضربان من قنبرة البادية، وقنبرة الحقل، والقنبرة الصغيرة الصحراوية ذات القرنين. أما المكاء، أو القنبرة الهدهدية فتتميز بها الصحراء الرملية. وتفرخ القنبرة القصيرة الأصابع في الجبال صيفا، في حين تكثر القنبرة القصيرة الأصابع “المحمرة” في الصحارى الجنوبية.
أما الذعر فإنها جميعاً زائرة شتوية أو مهاجرة عابرة. وقد شوهدت خمسة ضروب من الذعرة الصفراء تمر فوق البلاد في طريقها إلى أواسط إفريقيا، ولكن أحدها يشتو في جنوب فلسطين وفي سيناء. وتعزر الذعرة البيضاء أو الرمادية شتاء في كل أرجاء القطر. وتشيع أنواع أبي ثمرة، أو الجشنة التي منها أبو تمرة الوادي وأبو تمرة الصخور.
ومن فصيلة الصرد، يعد الصرد الرمادي الكبير من أهم طيور الأردن والنقب، وهو ينتقي الشجيرات الشوكية مكاناً لتعشيشه، في حين تعد أنواع الصرد الرمادي الصغير، والصرد الأحمر القنة، والصرد المقنع، والصرد الأحمر الظهر طيوراً مهاجرة يفرخ معظمها صيفاً في الجبال.
وأكثر أجناس الهوارنج مهاجر شائع في البلاد، وقد يفرخ بعضها صيفاً في أدغال القصب وفي التلال. ومن هذه الأجناس: هازجة القصب الكبيرة والصغيرة وهازجة السعد، وخنشع شجر الزيتون والخنشع الزيتوني، ثم هازجة سافي وهازجة الماء. وربما كانت الهازجة ذات الشوارب مقيمة في مروج بيسان. ويمكن سماع هازجة سبتي في أدغال القصب الكثيف. ويعد جنس الدخلة أكثر أجناس الهوازج إقامة في فلسطين. فالزريقة الفيرانية والدخلة المغنية ودخلة البساتين جميعها مهاجرة عابرة، ومفرخة صيفية في البلاد. والدخلة أم النظارة ودخلة سردينيا والزريقة الشرقية مقيمة نموذجية في مناطق البحر المتوسط من فلسطين. أما دخلة بومان ودخلة البادية فمقيمتان في وادي الأردن وفي البوادي الجنوبية. وأبو قلنسوة (من الجنس نفسه) زائر شتوي شائع جداً في البلاد. ومن أجناس الهوازج الأخرى الحمرة وهي طير هازج وافر، يقفز في الفيافي بذنب مهتز، ويسكن كل شجيرة كثيفة أو مشوكة في القطر. والنقشارة هي طير هازج مهاجر يفرخ منه نوع واحد يدعى نقشارة بونلي في بساتين الزيتون والغابات، على حين تكثر الغصية في سهول القطر الساحلية.
ويقيم في أدغال فلسطين إقامة دائمة أنواع كثيرة من الفصيلة الشحرورية، التي تتألف من السمنة والأبلق والقليعي والحميراء وأبي الحناء، والشحرور الشامي وكذا تقيم سمنة الصخور الزرقاء بالقرب من البحر الميت*. وينتشر الأبلق العربي والأبلق الحزين شتاء في الجبال. ويزور البلاد شتاء أبلق البادية ذو العجز الأحمر في النقب، ثم القليعي المطوق والحميراء السوداء الشامية والعندليب والهزاز وأبو الجناء. وتنتشر هذه الطيور في كل مكان من فلسطين.
أما فصيلة السنونو فيقيم منها خطاف الشواهق في جبال الخليل* وفوق البحر الميت، في حين يزور البلاد صيفاً السنونو الشائع والسنونو الأحمر العجز وخطاف البيوت وخطاف الشواطىء.
ويميز البلبل الفلسطيني المناطق الدافئة في فلسطين، حيث بساتين الزيتون* وبيارات البرتقال. وهو يعرف بنظارته البيضاء وبطنه الأصفر وغنائه الجميل. وكذا فإن القرقف الكبير طائر عصفوري آخر شائع كل الشيوع في فصل الربيع، ويسهل التعرف عليه بياقته السوداء وصوته الخاص في شهر شباط.
وأما الزرازير فهي زوار شتاء مألوفة بكثر منها في السهل الساحلي الزرزور الأوروبي وبالقرب من رفح الزرزور الأرضي (من الجنس نفسه)، إضافة إلى الأسراب الضخمة من الزرازير المهاجرة التي تحط على طوال وادي الأردن والسهل الساحلي.
ويشيع من العصافير العصفور الأخضر الأوروبي طول الشتاء بالقرب من الساحل، وحسون الشوك، والعصفور الظالم. ويعد الحسون الذهبي مقيماً شائعاً جداً في جميع أرجاء فلسطين. أما العصفور التفاحي فإنه يقضي الشتاء بأسراب كبيرة في معظم أنحاء القطر. ويعد الكناري مهاجراً شائعاً جداً، يمكث الكثير من أفراده في البلاد شتاء.
من العصافير النساجة يطغى العصفور الدوري الفلسطيني في المدن والأرياف. وبعد أن يفرخ ربيعاً في الأحياء السكنية يذهب إلى بساتين الزيتون المجاورة التي كانت حافلة بالحساسين قبل هجرتها. ومن هذا الجنس كذلك العصفور الاسباني وعصفور الأحراش. ويتصف الأخير بظهره الكستنائي اللون، مع بقعة صفراء على كل كتف. ومنها أيضاً العصفور الصخري المألوف في حفر الجبال.
أما الدرسات فيزور منها البلاد صيفا درسة كرتز شمار والدرسة السوداء الرأس، وكلتاهما من جنس Emberiza، وتكثران في شمال البلاد وفي الساحل، في حين تكثر الدرسة المألوفة في جميع السهول المنخفضة على مدار السنة. وتعد درسة الشعير مهاجرة عابرة شائعة جداً من نيسان حتى أيلول. في حين يزور العصفور الوردي الصحراوي السهل الساحلي ووادي الأردن شتاء، وكذا البلبل الزيتوني.
ب- الطيور الجارحة: تضم الطيور الجارحة في فلسطين فصيلة الكواسر الصقرية من عقبان وعقيبات وبواشق ومرز وحدايا وصقور، إضافة إلى فصيلة النسور.
وفي مجموعة العقبان تعد عقاب البادية العقاب الكبيرة الشائعة شتاء في مختلف أرجاء القطر. وتشاركها في سيادة أجواء البلاد كل من العقاب الذهبية والعقاب السمقاء الصغيرة. أما ملكة العقبان فإنها مقيمة شائعة في النقب. وقد تفد إلى شرق البلاد زائرة شتوية هي العقاب السمقاء الكبيرة. ومن الأجناس الأخرى من العقبان تبرز عقاب بونللي (الصيادة الشجاعة) مهاجرة فوق البلاد بصحبة أسراب اللقالق البيضاء، وهي تيمم شطر إفريقيا. أما العقاب الصرارة، أو ما يسمونه في بلاد الشام يأبي صوي فإنها تكثر في فلسطين من حلول الربيع حتى بدء الشتاء، يوم تنزح إلى شبه الجزيرة العربية بسبب اختباء الأفاعي والعظايا أثناء السبات الشتوي.
ويبرز من مجموعة العقيبات الحميمق، وهو عقيب فلسطيني يكثر في كل أرجاء القطر، وفي كل الفصول، وعقيب السهول وهو مهاجر شائع وضيف شتوي في فلسطين. أما حوام النحل الذي يتغذى على الزنابير وعسل النحل فانه من زوار البلاد صيفاً.
ويظهر من مجموعات البواشق والموز والجدايا الباشق والبيدق في وادي الأردن شتاء. وقد يطيب لعدد من أفرادهما أن يفرخ في جبال فلسطين الشمالية. وتعيش مرزة الدجاج ومرزة المروج والمرزة البغثاء (وجميعها من جنس واحد) بالقرب من المروج، تجوبها بحثاً عن فرائسها من طير وضفادع وسمك. وتشبع في شتاء فلسطين الحدأة الحمراء التي تحل عليها صيفاً في جوار القرى الحدأة السوداء، حيث تنبش البقايا والفضلات ولا تسطو على الدواجن.
ومن مجموعة الصقور يقيم في طول غرب فلسطين الصقر الشاهيني، في حين يتربع على وادي الأردن والنقب الصقر الحر.
وتستضيف فلسطين صقر الكونج، أو الشويهين، في الصيف، واليؤيؤ في الشتاء، وينتشر العوسق بكثرة في كل أنحاء القطر. ولطالما حطت المئات من العواسق على الأشجار قرب أريحا* وفي مسجد عمر. وكذا، فإن العويسق، شأنه شأن العوسق، مفرخ صيفي له موعد مع فلسطين في شهر آذار من كل عام.
وفيما يتعلق بفصيلة النسور، فإن النسر الملتحي ما زال مقيماً وكثيراً في الجبال حول خليج العقبة* وفي سيناء. وتعيش الرخمة المصرية التي تتغذى على البقايا والنفايات حول القرى ومضارب البدو. ويجوب النسر الأسمر السماء في طول فلسطين وعرضها، في حين يعد النسر الأسود مقيماً نادراً في وادي الأردن.
وتقتصر الطيور الجارحة الليلية على رتبة البوم. وفي فلسطين أكبر أنواعها، وهي البومة التي تصطاد الثدييات الصغيرة في النقب ووادي الأردن، والبومة الأذناء (من جنس ِAsio) التي تقيم على أشجار الجليل، والبومة الصمعاء التي تزور البلاد شتاء. ويوجد في الربيع حول الأطلال القديمة، وفي غيضات الزيتون نوع يسمى الثبج ولطالما لوحظت البومة الصغيرة، أو الصدى جاثمة على الطرقات خارج المدن في وضح النهار. أما الخيل فقد توجد جنوب الخليل* وفي جبال نابلس*. وتتوفر البومة البيضاء أو الهامة في كل أرجاء فلسطين حتى النقب. وهناك أخيراً بومة كبيرة الحجم جداً في السهل الساحلي الفلسطيني هي بومة السمك التي لا تكتفي بالسمك غذاء، بل تهاجم الطيور والثدييات أيضاً.
ج- الطيور الطرائد: بعد الطيور الكواسر تأتي الطيور الطرائد من فصيلة الدجاجات. ففي النقب وحول البحر الميت نوع من الحجل يسمى حجل سيناء وفي أواسط البلاد نوع يسمونه شنارا، يكثر بين الصخور والشجيرات، ويعدو سريعاً ولا يطير إلا قسراً. ويقتصر وجود القهيي، أو الحجل التهامي على وادي الأردن إلى جانب الدراج الذي يكثر في السهل الساحلي والمناطق المرجية من الحولة حتى بيسان*. أما السلوى التي يسميها السكان هناك السمان (وفي بلاد الشام قرى) فإنها تمر فوق فلسطين أثناء هجرتي الخريف والربيع. وتمكث جماعات منها في الشتاء. ولطالما حظت أسراب منها في جنوب فلسطين وسيناء مستريحة من عناء الطيران الطويل، فأمسكها الصيادون بالشباك. ولما كانت السلوى من الطيور اللذيذة اللحم فقد أخذت تتناقص جماعاتها بسبب الإمعان في صيدها.
وهنا يأتي الحديث عن القطا والحماميات من يمان وفاخته وقمري وورشان. ويشيع القطا عند مناهل المياه في البوادي الجنوبية، حيث الغضف والكدري والقطا المرقط المكلل. ويقيم الحمام الطوراني بكثرة في البلاد. وينفرد وادي الأردن والنقب بالحمام الفلسطيني واليمام. أما القمري (أو الترغل عند أهل الشام) فإنه مهاجر وافر العدد، يصل إلى فلسطين في بداية شهر نيسان، ويفرخ فيها صيفاً بأعداد قليلة. ويقيم أيضاً في وادي الأردن نوعان من حمام الفواخت، هما الدبسية والباكريم، اللذان يحافظ عليهما المسلمون في القدس القديمة، ولا سيما في المسجد الأقصى.
وفي فلسطين طيور تمثل فصائل الوقواقيات والسبديات والهدهديات والسماميات والشقراقيات والسماكيات ونقارات الخشب. فالوقواق الأوروبي يصل إلى فلسطين في أوائل شهر آذار، ويرى في كل أرجاء القطر. وكذا الوقواق المرقط المهاجر الشائع الذي لا يقيم إلا القليل منه في غابات القطر. أما السيد فهو أيضاً مهاجر شائع، ويقيم أحد أنواعه في غور البحر الميت. ويعود الهدهد إلى فلسطين في شهر آذار من كل عام، ويشاهد على أكوام الروث باحثاً عن الحشرات. ولطالما اعتبرته البدويات فألا حسنا يدل على حب أزواجهن لهن. والوروار الأوروبي مفرخ صيفي شائع جداً، يطيب له أن يقف على أسلاق البرق. وكذا الشقراق الأوروبي فهو أيضاً مفرخ صيفي في فلسطين. وأما السمك الأبقع والسماك الأبيض فإنهما طائران مقيمان في جوار البحيرات، في حين ينتشر السماك الأخضر أو الرفراف شتاء في جوار أي مسيل ماء.
والسماسة الجليلة ذات العجز الأبيض من زوار الصيف. تشيع في وادي الأردن، يليها في الوفود سمامة الجبال، ثم السمامة الآسيوية (من الجنس نفسه) التي تغزو فلسطين بأعداد ضخمة في بداية شهر آذار، وتبقى أعداد كبيرة منها للتفريخ صيفاً. ويرى نقار الخشب السوري مقيماً بكثرة على أشجار الزيتون، بخلاف طائر اللواء الزائر الصيفي النادر للبلاد.
درج المؤلفون على أن يجمعوا تحت رتبة المرعيات طيوراً متباينة، بعضها كبير كالحبارى والكركي، وبعضها متوسط كالبرهان والغر، وبعضها صغير كالمرع والتفالق. وفي فلسطين من الكركيات الكركي الرمادي المهاجر الشائع في الخريف والربيع. وطائر الرهو الذي يشيع زائراً شتوياً. أما الحياري فإنها يندر أن تقيم في الوادي، ولكنها تتعزز شتاء بحيارى مهاجرة. وقد تعد الحياري الصغيرة مقيمة نادرة في السهل الساحلي الجنوبي. وتتمثل المرعيات الحقيقية في فلسطين بطائر الغر أكثر الطيور المائية شيوعاً في مياه فلسطين أثناء الشتاء، وبدجاج الماء المقيم الشائع في الأماكن المناسبة. ولا تظهر المرعية البرية إلا مهاجرة، في حين يسمع صباح البرهان على ضفاف المياه في مروج الحولة.
د- الطيور المائية: رتبة من الطيور تسمى الخواضات، تعد الثانية بين رتب الطيور بعد العصفوريات في كثرة أنواعها. وهي تشمل طيوراً متوسطة وصغيرة، يألف معظمها الماء، ويغشى ضفاف الأنهار والمستنقعات وشواطىء البحار، وقليل منها شبه صحراوي. وتضم هذه الرتبة من الفصائل. الزقزاقية والطيطوية والنكاتية والكروانية وأبا اليسر والنورسية وخطاطيف البحر.
في فلسطين الزقزاق المطوق على شواطىء بحيرة طبرية*، والزقزاق المطوق الصغير على الضفاف الحصرية للجداول، والزقزاق الذهبي في الأراضي المزروعة.
والزقزاق الاسكندراني مقيم شائع في سهل سيناء الساحلي. ولكن النموذج الفلسطيني من هذا الزقزاق ذو حجم متوسط. ويشيع في الوادي الجنوبية زائران شتويان هما الزقزاق الأغبر والزقزاق الرملي الكبير. ويشيع في السهل الساحلي بين زوار الشتاء الزقزاق الرمادي. إن كل هذه الزقازيق هي من جنس واحد. أما الزقزاق الشامي والفطيرة أو الدريجة والطيطوى الكروانية (من الجنس نفسه) والمدروان فإنها تشاهد إلى جانب الزقزاق الرمادي بين زوار الشتاء في السهل الساحلي. وتوجد في المروج شتاء بضعة أنواع من الطيطري، أهمها الطيطري الأحمر الساق ويصادف في الصيف عند المياه الضحلة والخيران مستعمرات مفرخة من أبي ساق ذي الجناح الأسود أما كروان الماء والجهلول العادي والجهلول الصغير وديك الغاب فإنها تزور فلسطين في فصل الشتاء. ومن الكروانيات يغزر الكروان الصحراوي في الغور ويقل في النقب. ويزور الكروان العسلي جنوبي البلاد صيفاً، وكذا يزور أبو اليسر السهول المرجية في البلاد صيفاً.
أما النورسيات فإن منها ما يشيع كثيراً في الشتاء على شواطىء البحر المتوسط، كأحد ضروب النورس الفضي والنورس العادي والنورس الأودويني. ويعد النورس الأسود الرأسي، الذي يتغذى على الحلوزونات، أكثر الأنواع شيوعاً وتوزعاً في فلسطين. ويعيش عند شواطىء خليج العقبة النورس ذو العين البيضاء طيلة العام. وتنتمي جميع هذه النوارس إلى جنس لاروس.
ومن خطاطيف البحر وخطاطيف المستنقعات يزور خطاف البحر العادي شواطىء فلسطين صيفاً، على حين يقيم كلا خطافي المستنقعات، ذي الخد الأبيض وذي الجناح الأبيض (وكلاهما من جنسChildonias ) على أنهار السهل الساحلي، هذا إلا أن الخطاف الأول يكثر كذلك في منطقة بحيرة طبرية شتاء.
ومن الطيور التي تعتمد على البيئة المائية كلياً أو جزئياً طيور من رتبة الغطاسيات وأخرى من رتبة البجعيات لا تبارح مياه فلسطين طائرة وسابحة وغائصة. فحيث الماء في أي مكان من البلاد يشيع الغطاس الصغير. ويرتاد بحيرة طبرية زائران شتويان هما الغطاس المتوج الكبير والغطاس الأسود الرقبة (من الجنس نفسه)، إلى جانب البجع الأبيض والبجع الأشعث الذي يرى سابحاً في أدغال القصب كذلك. أما غربان البحر (أو الغاق) فيكثر منها في الساحل والبحيرات الشمالية غراب البحر السينائي وغراب البحر الأقزم, وتمر في سماء فلسطين بين الطيور المهاجرة الزقة أو الوردة الافريقية.
وتضم رتبة اللقالق مالكاً الحزين واللقلق وأبا منجل ويقيم منها في مروج الحولة والمستنقعات الأخرى مالك الحزين الأرجواني ومالك الحزين البيوضي الصغير والواق الأبيض الصغير، والواق الصغير والواق الكبير ويعد واق الليل مهاجراً مؤكداً في فلسطين. أما اللقلق الأبيض ذاته فإن فلسطين تستقبله في طريق هجرته الربيعية، حين يتوقف في جنوب البلاد قادماً من أواسط إفريقيا، ثم يمضي شهر نيسان في السهل الساحلي ووادي الأردن، ولكنه لا يفرخ في فلسطين، بل يفضل آسيا الوسطى مكاناً لتفريخه. وهو لا يمر فوق فلسطين في هجرة الخريف، بل يسلك طريق أطراف البادية السورية ماراً بدمشق، وعمان، فجنوب البحر الميت، وسيناء في طريقه إلى السودان.
1 تعليق
راشد كامل مرعي
معلومات قيمة مشكورين