تقسم الصخور بحسب أنواعها (لا أعمارها) إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: الصخور النارية، والصخور الرسوبية، والصخور المتحولة.
أ – الصخور النارية: على أعمال كبيرة في الأرض، يزيد أحياناً على 100 كم، وتحت تأثير درجات عالية من الحرارة والضغط تنصهر المادة الصخرية، وتتحول إلى مهل. ثم يتصلب هذا المهل تحت ظروف تبرد مختلفة، فتشكل الصخور النارية.
وتنقسم الصخور النارية في فلسطين إلى قمسين رئيسين:
1) صخور ما قبل الكامبري: تتركز هنذه الصخور في بقعة ضيقة حول موقع أم الرشرش في أقصى الجنوب الشرقي لفلسطين عند رأس خليج العقبة*، وتكون مع ميثلاتها من صخور شرقي الأردن الجنوبية وصخور سيناء الطرف الشمالي لما يعرف باسم الدرع العربي Arabian Shield أو الركيزة العربيةArabian Busement وتعد صخور هذا الدرع أقدم صخور المنطفة العربية، فأعمارها تزيد على 550 مليون سنة تقريباً. وعلى الرغم من المساحة الصغيرة التي تشغلها هذه الصخور في فلسطين فإنها كثيرة التنوع، ومن أنواعها:
(1) الغرانيت: وهو صخر ناري باطني من أكثر الصخور النارية انتشاراً في فلسطين، وتوجد منه أنواع كثيرة يختلف بعضها عن بعض اللون وحجم الحبات والتركيب المعدني والكيميائي. ويبلغ متوسط حجم حباتها حول موقع أم الرشرش 2-3مم3، وقد يصل الحجم إلى 10 مم3. وتغلب على تركيبها الكيميائي معادن الالبيت والأورتوكلاز والكواتز والميكروكلين. أما لونها فرمادي محمر.
وغرانيت وادي المنايح (تمنا) واسع الانتشار، وحباته متوسطة الحجم، ولونه أحمر قاتم، يحوي كميات من معدني البيوتيت والميكروكلين .
وهناك نوع ثالث من الغرانيت، قليل الانتشار، موجود إلى الشمال من الكشافات الصخور النارية. وهو ناعم الحبات (متوسطها 1مم 3)، لونه أحمر قاتم.
(2) الكوارتز ديوريت: هناك نوعان على الأقل من هذه الصخور. أولهما قاتم اللون، ذو حبات متساوية في حجمها المتوسط، يغلب عليه الكوارتز الأوليغوكلاز والاورتوكلاز. وثانيهما ذو حبات متوسطة أو خشنة (2مم 3)، ويتفاوت لونه بين الخضرة القاتمة والحمرة القاتمة، تكثر فيه معادن الأوليغوكلاز والكوارتز والبيوتيت والهورنبلند الأخضر. ويحوي هذا النوع كميات من المواد الدخيلة ذات التراكيب المختلفة.
(3) صخور المونزونيت والصخور المجاورة: وهي ذات ألوان رمادية محمرة (في المجموعة الحامضية) ورمادية قاتمة (في المجموعة القاعدية). وحباتها ناعمة أو متوسطة الحجم، وقد تكون أحياناً سماقية.
وتختلف هذه الصخور بين قاعدي وحامضي. ويبدو ذلك جلياً من أنواع المعادن التي تكونها. ففي الفلسبار البلاغيوكلازي هناك لابرادوريت (قاعدي) وأوليغوكلاز (حامضي). أما الفلسبار فقد يكون ميكروكلين أو أورتوكلاز. وبالإضافة إلى ذلك توجد كميات مختلفة من الكوارتز والهورنبلند الأخضر (ويسود في الصخور المتوسطة) والبيوتيت الذي تتناقص كمياته في الصخور الحامضة.
وفي هذا النوع من الصخور توجد الصخور التالية، ابتداء بالصخور الحامضية: الغرانودبوريت والكوارتز ديوريت، والمونزنيت والديوريت والغابرو دبوريت. ويحتمل أن تكون هذه الصخور ناتجة عن تفاعل المهل القاعدي مع صخور حامضية موجودة في المنطقة من قبل. لذلك تسمى هذه الصخور الصخور الهجينة.
(4) صخور الغابرو والصخور المجاورة: تتميز هذه المجموعة من الصخور بغناها الكبير بالمركبات المعدنية. لذا فهي ذات أنواع وأسماء كثيرة، لكنها جميعاً تندرج في قائمة الصخور القاعدية من الصخور النارية.
فقريباً من أم الرشرش يوجد نوع من صخور الغابرو واسع الانتشار، متراص، شديد القساوة، ذو لون أسود. ويحوي من المعادن ما يلي: لابرادوريت وأوليفين وانستاتيت وهونبلند وبيوتيت، وقد أصابها التحلل والتفسخ الكيميائي. فتشكلت أنواع غريبة من المعادن الطينية مثل البالغورسكيت والكورينسيت.
وهناك نوع آخر من هذه الصخور أكثر حموضة من السابقة، ويتألف في تركيبه المعدني من اللابرادويت والهورنبلند الأخضر والبيوتيت والكوارتز. ويبدو أن معظم هذه الصخور تقع بين الصخور الغابرو والديوريت.
(5) الهورنبلنديت: وهذا النوع من الصخر هو من المجموعة السابقة نفسها، لكنه يتميز منها في أنه ذو لون أخضر قاتم، وحباته شديدة الخشونة، متوسطها 1 سم3 وقد تصل الحبات إلى 5 سم3. ويتكون تقريباً من نسبة 90% من الهورنبلند الأخضر، ومن 7% خامات مختلفة، ومن 3% لابرادوريت. لذلك يسمى هذا الصخر بحق هورنبلند بغماتيتي.
(6) الصخور البركانية : وأهمها صخور اللافا (اللابة) الحامضية التي تدعى الكوارتز السماقي. وهي منتشرة في مناطق متفرقة من فلسطين، ويبلغ سمكها أحياناً أكثر من 300 م على شكل انسياحات بركانية تمتد كيلومترات كثيرة خارج فلسطين. وتتفاوت ألوانها بين الأخضر الساطع والأحمر والبنفسجي والرمادي. وتتألف الحبات الكبيرة من معادن الكوارتز وفلسبار السندين (2-3مم). أما العجينة فمكونة من الفلسبار البوتاسي والكوارتز. ويوجد بالإضافة إلى ذلك الرماد البركاني الملتحم، أو الطف البركاني، الذي يبلغ سمكه في وادي العمراني 100 م، وكذلك الرماد البركاني العادي، والمدملكات البركانية.
(7) القواطع: وهي نوعان: قديم وأقدم. أما الأقدم فهو أشد تمزقاً، ولا يمتد مسافات طويلة، على عكس الأحدث الذي يمتد كيلومترات. ومن الأنواع الرئيسة للصخور المكونة لهذه القواطع الغابرو والمونزونيت والكوارتز ديوريت والغرانيت والغماتيت والابليت والكوارتز البورفيري.
2) صخور ما بعد الكابري: معظم هذه الصخور بركاني سطحي، وتتوزع في فلسطين قريباً من وادي الأردن، ولا يرى لها أثر في أقصى الجنوب. ومن أنواعها:
(1) صخور الحقبة الثانية: تنكشف هذه الصخور في منخفض الرمان* جنوب غرب البحر الميت* وفي الكرمل*.
– الصخور النارية (الاندفاعية) في منخفض الرمان: تسود جنوب فلسطين محدبات ومقعرات تمتد باتجاه شمالي شرقي – جنوبي غربي. وتنكشف في اثنين من هذه المحدبات مجموعة كبيرة من الصخور النارية القديمة بتأثير النحت الشديد. وهذان المحدبان هما الرمان جنوبي غرب البحر الميت والعريف على بعد 14 كم جنوب الرمان. ولا توجد صخور من هذا العمر في أي موقع آخر من المنطقة رغم التشابه في الظروف. وتعود هذه الصخور النارية إلى الكريتاسي الأسفل أو الجوراسي. وأشهر أنواعها البازلت، كذلك الصخر الأسود المعروف، فهو يغطي زهاء 1.000 كم2 على شكل صبة بركانية تقع تحت رمال الكريتاسي السفلي (الكرنب) مباشرة. أما الأنواع الأخرى من الصخور النارية فأخذ أشكالاً تختلف عن البازلت، مثل أشكال القواطع أو الكتل المقببة ونحو ذلك. ويبدو أنها ليست سطحية بل تحت السطحية في نشأنها. ومن أبرز أنواعها صخر الكوارتز سيانيت والكوارتز البورفيري والاسكسيت والتراخيت. وتتميز هذه الصخور النارية بأنها أشد قلوية من البازلت. ويبدو أنها متزامنة مع بداية النشاط البنائي (التكتوني) في المنطقة.
– الصخور النارية (الاندفاعية) في شمال فلسطين: ظل النشاط الاندفاعي، الذي انقطع في جنوب فلسطين في الكريتاسي الأسفل، مستمراً في شمال فلسطين في الكريتاسي الأعلى (سينوماني، وتوروني وسينوني) ولا سيما في جبل الكرمل. ويغلب الرماد البركاني على صخور المنطقة. أما الباقي منها فهو من نوع الانسياحات البركانية. وحبات هذه الصخور مختلفة الحجوم في المراحل الأولى من النشاط البركاني، لكنها ختمت باندفاعات خشنة الحبات ذات تركيب فوق قاعدي. وقد أدى هذا إلى ظهور صخور الاكلوجيب والبيروكسينيت والبيريدوتيت. ولا بد أن يكون هذا النوع من الاندفاع عميق المصدر، يصل إلى الوشاح الأرضي، أي الطبقة الثانية من طبقات الأرض تحت القشرة.
(2) صخور الحقبة الثالثة والرابعة: يتكون معظمها، بل جميعها من صخور بركانية سطحية بازلتية. وتتركز شمالي فلسطين في منطقة طبرية – الحولة. وتعود في أعمالها إلى الميوسين والبلايستوسين. وهي صخور قلوية حباتها ناعمة سوداء قاسية. أما سمكها فيزيد على 500م مشكلاً أغشية واسعة، تعد جزءاً من أغشية وادي السرحان والأزرق وجبل العرب وحوران. وعلى الرغم من تشابه صخور فلسطين البازلتية هذه وصخور جبل العرب في سورية والتحامها بها فإن مصدرها محلي.
ب- الصخور الرسوبية: هي الصخور التي تتكون من ترسب المواد المختلفة في مياه البحار والبحيرات والأحواض الداخلية، أو بالرياح. وأصل الجزء الأعظم من الصخور الرسوبية فتات صخور نتجت بفعل عوامل التجوية والتعرية والحت والترسيب. لكن جزءاً هاماً من الصخور الرسوبية نشأ بفعل الترسيب الكيميائي المباشر. أو بفعل الكائنات الحية.
وتغطي الصخور الرسوبية معظم فلسطين، في حين لا تشغل الصخور الأخرى، من نارية أو متحولة، إلا مساحة صغيرة جداً. وعلى الرغم من سعة رقعة الصخور الرسوبية فإن أنواعها قليلة هي:
1) الصخور الكلسية: أكثر الصخور انتشاراً في فلسطين. وهي تؤلف عامة الجبال فيها، كجبال الخليل* والقدس* ونابلس* والجليل*. (وتؤلف أيضاً جبال البلقاء وعجلون في الأردن، وجبال لبنان الشرقية والغربية في سورية ولبنان). والمعدن الرئيس في هذه الصخور هو الكالسيتCalcite أو كربونات الكالسيوم. وغالباً ما يشوب نقاءها شوائب من المواد الطينية أو الرملية. وتترسب هذه الصخور عادة في بحر غير عميق.
كان البحر طاغياً في جميع العصور الجيولوجية ابتداء من الكامبري. وقد يكون طغيانه على اليابسة قليلاً، فيغطي الأجزاء الشمالية من فلسطين، أو كثيراً، فيغمر فلسطين كلها، بل يزيد فيغطي الأردن وشمالي الجزيرة العربية أو أجزاء منها. وتترسب الصخور الكلسية عندما يتقدم البحر فيغطي فلسطين كلها ويتجاوزها، وعندما يتراجع وينحسر، إلا عن الأجزاء الشمالية، تترسب صخور رملية. وقد كانت فلسطين دائماً أكثر انغماراً بالمياه من شرق الأردن، وهذا يفسر كون عصر من العصور الجيولوجية رملياً في الأردن، كلسياً في فلسطين، مثل الكريتاسي الأسفل. وتتميز من بين الصخور الكلسية الأنواع التالية:
(1) صخور البناء: وهي الحجارة التي يبني بها السكان بيوتهم. وقد أطلقوا عليها أسماء محلية كثيرة.
(2) الصخور الزيتية: وهي صخور بنية اللون إلى سوداء، تحوي نسبة عالية من المادة الكلسية. ومن أمثلتها حجارة النبي موسى.
(3) الشعاب المرجانية: وتنتج من تجمع بقايا المرجان الذي كان، ولا يزال يعيش في خليج العقبة. وتكون أحياناً على جانبي الخليج ما يسمى شواطىء مرفوعة. وتبلغ في تشكيلاتها سماكات كبيرة من الصخور الكلسية تسمى الرصيف القاري للبحر الأحمر.
(4) الترافرتين أو (الترافرتان): نوع محدود الانتشار من الصخور الكلسية، لا يوجد إلا عند فوهات الينابيع الحارة ومصابها ومجاريها في غور الأردن* وطبرية*.
2) صخور المارل: صخور المارل، أو المارن، صخور طرية تتكون من مزيج متساو من الصخور الكلسية والطينية. لونها ضارب إلى الصفرة. وهي غالباً ما تكون غير متماسكة وتعرف أحياناً بالكدان. ونراها متطبقة مع الصخور الكلسية في المقاطع الجيولوجية لجبال غرب وادي الأردن. ومن الصعب أن نجدها في مواقع خاصة بها، لكنها تكون أوضح ما تكون في شبه جزيرة اللسان شرق البحر الميت، حيث نجد هناك نوعاً خاصاً من المارن هو مارن اللسان. وينتشر هذا النوع من الصخور في غور الأردن من طبرية شمالاً إلى جنوب البحر الميت، ويعود إلى عصر البلايستوسين. ويبدو أن صخور المارن ترسبت من مياه مالحة كانت تغطي غور الأردن. ويرافق المارن الكبريت الأصفر. وتغلب على مارن اللسان عملية التورق المميزة لرسوبيات البحيرات من غيرها.
3) الصوان: تتكون صخور الصوان من مادة السيليكا ذات البلورات الناعمة والألوان المختلفة السوداء والزرقاء والبنية والشقراء والحمراء والبيضاء. ويترافق الصوان والصخور الكلسية، ولا سيما في الكريتاسي الأعلى وصخور الثلاثي. ومعظمه يعود إلى السينوني من الكريتاسي الأعلى.
وتنتشر طبقات الصوان في معظم أنحاء فلسطين لكن بشكل غير منتظم. وهي تزيد باتجاه الجنوب، عدا أقصى جنوب فلسطين. وتوجد في جبل الكرمل، وبين طولكرم* ونابلس* (من العصر التوروني)، وتوجد في منطقة بئر السبع في طبقة واحدة سمكها 60 م، في حين يبلغ سمكها في تل الملاح على بعد 16 كم شرق بئر السبع 13 م في مسافات متعاقبة، سمك كل منها 0.5 – 1م.
وقد يكون الصوان على شكل عقد وعدسات، وعلى شكل طبقات سميكة مستمرة، أو يكون مؤلفاً من قطع صغيرة حادة متجمعة تسمى بريشيا، يرى نموذجها بين نابلس وجنين*.
ومصدر هذه الكميات الهائلة من السيليكا غير معروف، وقد يكون بيولوجيا أو كيمائياً. وبشكل عام كان الصوان المادة الأساسية التي استخدمها الإنسان الحجري في صنع أدواته المختلفة.
4) الصخور الرملية: تتكون هذه الصخور من حبات الرمل (كوارتز أو مرو) التي تترابط بفعل مواد لاحمة تتعدد وتختلف باختلاف الموقع. وتكثر هذه الصخور في جنوب فلسطين، وتقل باتجاه الشمال، على عكس الصخور الكلسية. وتزداد في العصور القديمة، ولا سيما الحقبة الأولى. وأشهر أنواع الصخر الرملي:
(1) الصخر الرملي النوبي. وقد اكتسب اسمه من صخور التوبة في صعيد مصر. وعمر هذا النوع غير محدد، فهو يراوح في فلسطين بين الكامبري والكريتاسي الأسفل. ومما يجعل تقدير عمر هذا الصخر عملاً صعباً أنه في معظمه ذو منشأ قاري، ولا يحتوي على المستحاثات (الحفريات). فعملية المقارنة على مسافة طويلة، بسبب هذا المنشأ القاري، عملية شديدة الصعوبة.
توجد هذه الصخور في فلسطين فوق الصخور النارية حول أم الرشرش في أقصى الجنوب الشرقي، وفي وادي المنايح على بعد 28 كم شماليه. وتختفي الصخور النوبية في الشمال تحت الرسوبات الأخرى.
(2) حجر رمل الكرنب: يشبه إلى حد كبير الصخر الرملي النوبي، بل يصعب التفريق بينها في جنوب فلسطين. ويعود هذا الحجر إلى العصر الكريتاسي الأسفل. وقد وصف لأول مرة في منطقة كرنب في وادي الحظيرة جنوب غرب البحر الميت. وتقل صخور الكرنب بالاتجاه نحو الشمال، في حين تزداد الصخور الكلسية. ومن أماكن انكشافاته الشمالية، وادي الفارعة* في غور الأردن جنوب بيسان.
وهذا الحجر الرملي متعدد الألوان في الأعم الأغلب، ترسب في بيئة نهرية قارية. ومن أنواعه النقية البيضاء يستخرج نوع يستعمل في صناعة الزجاج*.
(3) الكركاز: صخور رملية تترابط حباتها بملاط كلسي، وتعود في عمرها إلى عصر البلايستوسين. وتوجد على طول ساحل فلسطين مشكلة ظهور عدة ممتدة قليلة الارتفاع.
والكركار نوعان: الأول الكركار الأسفل وهو قاري المنشأ، منه كركار خليج عكا*، وغزة* (على بعد 1 كم شرق المدينة على طريق القدس)، ووادي غزة* (النصيرات) حيث يصل سمكه إلى 90م، ويعود عمره إلى ما بين البلايستوسين الأسفل والمتوسط. والنوع الثاني هو الكركار الأعلى. ويقع على ارتفاعات تزيد على مستوى سطح البحر الحالي. وهو بحري المنشأ, يعود إلى البلايسوتين الأعلى. وقد نشأ نتيجة التقدم حدث أكثر من مرة، لأن الكركار الأعلى قد وجد في بعض المناطق مفصولاً بثلاثة مستويات من التربة* الحمراء القارية (التي تعرف محليا بالحمرة).
(4) الرمال والكثبان الرملية: تقع هذه الرسوبات في الجزء الجنوبي من السهل الساحلي*، وتعود في عمرها إلى العصر الحديث. منشؤها قاري أو ريحي، وتمتد في مناطق كثيرة، كشمالي سيناء، إلى جوار البحر، فتلامسه.
ومن أنواع الصخور الرسوبية الأخرى: الصخور الطينية، والجص، والملح الصخري والفوسفات* (رَ: المعادن).
ج- الصخور المتحولة: هي الصخور النارية أو الرسوبية التي تتغير بالحرارة، أو بالضغط، أو بهما معا، دون أن يصل الصخر إلى درجة الانصهار. وهي بشكل عام ذات أصل رسوبي، أي أن صخوراً طينية ورملية مشوشة ملأت مقعرات جيولوجية عميقة تزيد في سمكها على 1.000 م ثم أصابتها عمليات تحول إقليمية. وتوجد انكشافات قليلة جداً من هذه الصخور في أقصى الجنوب من فلسطين، قريباً من أم الرشرش، مع انكشافات صخور ما قبل الكامبري النارية نفسها. وأهم هذه الأنواع الموجودة من الصخور المتجولة هي:
1) الميكاشيت: ومنه أنواع كثيرة، تتميز جميعها بتورق واضح، وحبات متوسطة الخشونة، وبوجود نوع أو نوعين من معادن الميكا. ومن هذه الأنواع: الشيست البيوتيتي، وشيست موسكوفيت الميكا، وشيست ستوروليت الميكا، وشيست ستوروليت غارت الميكا.
2) الغنايس (أو النايس): هو أخشن من النوع السابق، إذ يصل معدل حجم حباته إلى 45 مم. والحبات ذات تجمع واضح، لكنها كثيراً ما تصبح مثل الغرانيت عديمة التجمع. وتزداد درجة التجول نحو الشمال. أما تركيبها المعدني فيتالف من: 10 – 25% كواراتز، و25 – 50% فلسبار، و5 – 20% يونيت.
3) الشيست الكلوريتي: صخر متحول نادر، يقل في الاتجاه شمالاً. ولا تزيد نسبة الكلوريت فيه عن 6%. ويبدو أن هذا الكلوريت ناتج عن تحلل اليونيت وتفسخه.
4) الأمفيبوليت: صخر قليل الانتشار، يتميز بمعدني الهورنبلند الأخضر والبيوتيت. ويبدو أن أصل هذا النوع يرجع إلى تحول صخر ناري قاعدي. ويضم في تركيبه المعدني: الأوليغوكلاز، والانديزيت والهورنبلند الأخضر، والبيوتيت والأوجيت. وقد يكون من الأفضل التميز في التسمية بين الأمفيبوليت البيوتيتي والأمفيبوليت الأوجيتي بحسب نسبة وجود هذن المعدنين فيه.
5) الكوارتزيت: صخر أبيض صلب، لا يكون إلا عروقاً رقيقة. ويتألف من الكوارتز مع قليل من الميكا. درجة تحوله متدنية، لذلك فهو قريب الشبه بصخر رمل الميكا.
6) الفيليت: صخور ذات حبات شديدة النعومة، قليلة الانتشار، تقع قريباً من أم الرشرش. وهي سوداء إلى رمادية كثيفة، تنفصل إلى صفائح رقيقة من الصخر.
7) الشيست الابيدوتي: صخور ذات حبات ناعمة، ولون قاتم تراوح نسبة ما تحتوي عليه من معدن الابيدوت بين 10 و70%، ونسبة الكوارتز بين 20 و25%.
المراجع:
– Blake, G. and Goldschimdt, M.: Geology and Water Resources of Palestine, 1947.
– Blake, G.: Stratigraphy of Palestine and its Building Stones, Jerusalem 1936.
– Garfinkel, Z. and Zatz: New Magmatic Features in Mahtesh Ramon, 1967.
– Picard, L. Structures and Evolution of Palestine, 1943.
– Snel, A. and Weissbrot, T.: Continental Sedimentation With Emphasis on Nubian Sandstones, 1978.
الصخور الزيتية: رَ: المعادن
الصدف (صناعة -): رَ: الحرف اليدوية
الصرار (وادي -): رَ: روبين – الصرار (نهر -)