كلمة عربية مشتقة من الكلمة العربية “نبات الصبار” أو “التين الشوكي”. وقد تردد المصطلح بمعناه الاجتماعي لأول مرة في أعقاب الحرب العالمية الأولى مباشرة، حين أطلق في مدرسة هرتسليا الثانوية اليهودية، في تل أبيب، على التلاميذ من مواليد فلسطين الذين يحسون بنقص حيال أقرانهم الأوروبيين الأكثر تفوقا في الدراسة، مما كان يجعلهم يلجأون إلى تعويض شعورهم بالنقص بتحدي أولئك الأقران بنوع من النشاط في الإمساك بثمرات التين الشوكي وتقشيرها بالأيدي العارية. وقد اتسعت التسمية فيما بعد حتى صارت تطلق على جميع اليهود الذين يولدون في الأرض الفلسطينية.
والصابرا لا يشكلون حتى الآن وزناً عددياً كبيراً في (إسرائيل)، نظراً لارتفاع نسبة العناصر المهاجرة في المجتمع، وإن كانوا يشكلون ثقلاً سياسياً واجتماعياً له قيمته. ويمكن الإشارة إلى أن موشي دايان وعيزر وايزمان وشمعون بيرس وإسحق رابين هم مثلاً ، من جيل الصابرا. وعلى الرغم من أن معظم رؤساء الوزراء الإسرائيليين هم من أعضاء الحرس القديم، أي من القيادات الصهيونية التي ولدت خارج فلسطين. ويعد نموذج الصابرا المثل الأعلى الذي يحاول بقية المجتمع الإسرائيلي الاحتذاء به، مما يعطيه هيمنة نفسية إلى جانب ثقله السياسي.
مع هذا يثير جيل الصابرا بعض المشكلات للطبقة الحاكمة الإسرائيلية، لأن تجربة هذا الجيل تختلف عن تجربة يهود العالم في الشتات. ولذا ترفض أعداد كبيرة من الصابرا نموذج يهودي الشتات، وترفض بدرجات متفاوتة صهيونيته. أما معاداة السامية وكراهية اليهود فهي محض ذكريات عند الآباء والأجداد لا يشارك فيها الصابرا. وقد انتهى الأمر بهذا الجيل إلى عدم الاهتمام بالماضي اليهودي وإلى ازدرائه لاقترانه بالضعف والسلبية.
ولكن على رغم وجود صراع الأجيال في (إسرائيل) بين أفراد الصابرا وعناصر الطبقة الحاكمة التي يعتبرونها نموذجاً للتحلل الأيديولوجي ونمو التشكك والنزعة العملية على حساب الالتزام العقائدي، تقدم الدعاية الإسرائيلية خارج فلسطين، صورة محتلفة للصابرا، فتربطهم بالعمل في مزارع الكيبوتز* في الجيش الإسرائيلي، وتجعل منهم رمزاً “للإنسان اليهودي الجديد الذي اكتسب قدرات الإنتاج الاقتصادي والقوة العسكرية في ظل دولة إسرائيل”.
وعلى الرغم من أن اصطلاح صابرا يستخدم للإشارة لكل من أبناء اليهود الغربيين (الأشكنازيين)* والشرقيين (السفرديين)*، إلا أن الاستقراء الدقيق للكتابات الإسرائيلية في هذا الصدد تكشف عن أن الحديث عن الصابرا ينصب عملياً على أولئك المنتمين إلى أصول أشكنازية وحسب، فيبقى هذا ضمن التمييز العنصري القائم بين أشكنازيم وسفارديم في الكيان الصهيوني، والذي يعطي الأولوية والتفوق للأشكنازيم سواء أكان هؤلاء من جيل الصابرا أم من جيل الحرس القديم.
المراجع:
– عبد الوهاب المسيري: موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، القاهرة 1975.
– هيلدا صايغ: التمييز ضد اليهود الشرقيين في إسرائيل، بيروت 1971.
الصاعقة: رَ: طلائع حرب التحرير الشعبية
الصاعقة (صحيفة -): رَ: النفير (صحيفة -)
الصاعوق (وادي -): رَ: مفشوخ (وادي -)
الصالح إسماعيل: رَ: العصر الأيوبي