الشتات ترجمة عربية لكلمة “دياسبورا” التي كان يستخدمها اليهود الهيلينون للإشارة إلى جماعات اليهود التي كانت تعيش متفرقة بين شعوب العالم. مصطلح الشتات مصطلح قيمي وليس وصفياً، لأنه يفترض أن الأقليات اليهودية المختلفة في العالم تربطها رابطة واحدة، وأنها متمركزة حول نقطة واحدة، هي “أرض الميعاد” وأنها “مشتتة” بسبب وجودها خارج هذا المركز، أو بعيدة عنه.
وقد فسرت اليهودية الأرثوذكسية ظاهرة الشتات على أنها من علامات اختيار الخالق لليهود. لذا يكون من الهرطقة والتجديف محاولة إنهاء حال الشتات بالعودة إلى أرض الميعاد. وقال دعاة اليهودية الإصلاحية بأن الشتات مصدر “عالمية” اليهود، وأنه حالة يجب الحفاظ عليها. ورأوا أن الشتات لا يتنافى مع محاولة الاندماج مع بقية الشعوب. أما الحركة الصهيونية فقد رأت الشتات تعبيراً عن شذوذ اليهود ومرضهم كشعب، وأنهم لا يمكن أن يصبحوا شعباً مثل بقية الشعوب إلا عن طريق العودة إلى فلسطين ليستوطنوا فيها.
والشتات – ان استخدم المصطلح – قديم قدم وجود اليهود ذاتهم. ويعود إلى ما قبل السبي البابلي* (597 ق.م.). وهو ليس حالاً تتسم بالشذود والإجداب، كما يدعي الصهيونيون، فالأقليات اليهودية عاشت، وهي في الشتات، فترات عديدة من الخصوبة الحضارية والابداع، كما هي الحال في عصر اليهود الذهبي في الأندلس.
ويهود الشتات لا يعانون إحساساً بالغربة، حسبما تروج الكتابات الصهيونية – لأن معظم يهود العالم مرتبطون بلادهم التي يعيشون فيها. كما تشهد بذلك معادلات الهجرة إلى (إسرائيل). ويبلغ عدد اليهود في العالم نحو 15 مليوناً، توجد غالبيتهم العظمى في الشتات (7 ملايين في الولايات المتحدة، و2.5 في الاتحاد السوفييتي، 2.5 في بقية العالم) ولا يوجد في (إسرائيل) سوى 3 ملايين يهودي.
شتيرن (منظمة -): رَ: ليحي (منظمة -)