السفرد أو السفرديون (وبالعبرية تسفارديم) هم أصلاً يهود إسبانيا وحوض البحر المتوسط. وأما الآن فينطلق هذا الأسم على كل اليهود الشرقيين في المجتمع الإسرائيلي. أي اليهود الذين ليسوا من أصل غربي (رَ: الأشكنازيون). وكلمة سفرد تحمل دلالة دينية إلى جانب دلالتها الاجتماعية، لأن الطقوس الدينية السفردية، وهي استمرار للتقاليد الدينية اليهودية التي نشأت وتطورت في بابل، تختلف في بعض الوجوه عن التقاليد الأشكنازية. وجدير بالذكر أن عبرية السفرد مختلفة عن عبرية الأشكناز لمجاورة الأولى للغة العربية وبأثرها بها. ولكن هذا لا يعني أن هناك وحدة لغوية بين السفرد، فاللغة العبادة بالنسبة إليهم هي العبرية (رَ: اللغة العبرية). ولكن هذا لا يعني أن هناك وحدة لغوية بين السفرد. فلغة العبادة بالنسبة إليهم من العبرية (رَ: اللغة العبرية). ولكن لغة الحديث تختلف من أقلية سفردية إلى أخرى، فهي عربية بالنسبة إلى اليهود العرب، ويونانية إلى يهود اليونان. وهكذا.
ويشكل السفرديون حوالي 15% من يهود العالم. ولكن الحركة الصهيونية لم تبذل أي جهد يذكر لتهجيرهم وتوطنيهم على الرغم من وجودهم في مصر واليونان وحوض البحر المتوسط قريباً من فلسطين. وهذا يرجع إلى أن اصطلاح “يهودي” كان يعني في الدرجة الأولى بالنسبة إلى القيادة الصهيونية “اليهودي الأشكنازي” وحسب. وقد كتب آرثر روبين عالم الاجتماع الصهيوني في إحدى دراساته أنه من الصعب اعتبار السفرديون يهودا. ولذلك كانت هجرة السفرديون عند قيام الدولة الصهيونية مفاجأة غير سارة من وجهة نظر بعض المفكرين الأشكنازيين. ومع هذا استمرت الهجرة حتى بلغ عدد اليهود الشرقين أكثر من 50% من سكان التجمع الصهيوني في فلسطين.
يعاني اليهود الشرقيون في الكيان الصهيوني من صنوف التفرقة العنصرية. بل يمكن القول انهم يشكلون طبقة وسطى بين اليهود الأشكنازينن والفلسطينيين العرب. فهم لا يحتلون مراكز عليا في الدولة الصهيونية أو مؤسساتها، كما أن الغالية الساحقة من أعضاء النخبة الحاكمة سواء في الأحزاب أو الحكومة أو الجيش هي من الأشكنازيين. فعدد الأعضاء السفرديين في الكنيست* الحالي مثلاً لا يزيد على 20%، كما أن أعضاء الوزارة الإسرائيلية كانوا عام 1980 من أصل أشكنازي باستثناء وزيرين اثنين. وفي سنة 1978 أصبح رئيس الدولة من السفرديين (اسحق نافون). ولكن هذا المنصب بروتوكولي شرفي أكثر منه منصباً فعالاً. ومع هذا استخدمت الدعاية الإسرائيلية الحدث لتضليل الرأي العام العالمي حول وضع السفرديين في فلسطين المحتلة.
ويبدو أن التفرقة العنصرية ضد السفرديين متغلغلة في المجتمع الإسرائيلي على المستوى الثقافي والحضاري أيضاً فلا تزيد نسبة خريجي الجامعات من السفرديين عن 5% من مجموع الخريجين، كما أن البرامج الدراسية ذاتها تركز على ثقافة الأشكنازيين وتهمل ثقافة السفرديين. وأما الإذاعة والتلفزيون وكثافة وسائل الاعلام فتسيطر عليها أقلية أشكنازية. ونتج عن ذلك كله اغتراب السفرديين الشديد، ولعل حدة الانقسام بين السفرديين والأشكنازيين تظهر من معدل التزاوج بين المجموعتين، فهو لا يزيد عن 17%.
ويبدو أن التفرقة بين المجموعتين تمتد لتشمل أبناءهم. فاصطلاح “الصابر” لا ينطبق عملياً إلا على أولاد الأشكنازيين وحدهم رغم أنه يستخدم أيضاً شكلياً للدلالة على أولاد السفرديين إذا كانوا من مواليد فلسطين.
والواضح أن تشجيع المؤسسة الصهيونية الحاكمة لهجرة اليهود السوفييت (من الأشكنازيين) هو محاولة لخلق توازن سكاني بين المجموعتين حتى لا يغلب الطابع السفردي على الدولة الصهيونية التي أسسها الأشكنازيون ودمغوها بطابع أشكنازي محدد.
المرجع:
– هيلدا شعبان صايغ: التمييز ضد اليهود الشرقيين في إسرائيل، بيروت 1971.