جاءت هذه التسمية نسبة إلى سام بن نوح ومن الساميين العرب بمختلف شعوبهم وقبائلهم التي تتشابه في خصائصها تشابهاً ملحوظاً، وموطنهم الأصلي شبه الجزيرة العربية، وبعد اليهود من الساميين، ومن الساميين أيضاً الشعوب البائدة المعروفة باسم: البابليين والآشوريين والكلدانيين والعموريين والآراميين والكنعانيين والفينيقيين والعمونيين والمؤابيين والأدوميين والأنباط والتدمريين. وأول من استعمل لفظ “السامية والساميون” هو المؤرخ اليهودي النمساوي (أوغست شلوتزر) في سياق بحث عن الكلدانيين نشره في سنة 1781م. وكان الساميون قد انتشروا خارج موطنهم بالهجرة أو الفتح أو بإقامة المستعمرات وأبرزهم في تلك الفينيقيين الذين نشطوا في تأسيس قواعد في البحر المتوسط للمحافظة على تجارتهم في إفريقيا وأسبانيا وصقلية فدخلت عن طريقها عناصر سامية إلى أوروبا وبعد قيام الرومان بتشتيت اليهود في منتصف القرن الثاني الميلادي انتشرت جماعات منهم في شتى أنحاء العالم تمسكت بلغتها وتقاليدها.
وأول الصفات المشتركة بين الساميين وأهمها هي الخصائص اللغوية وتمثل في الأصوات والصيغ والتراكيب والمفردات. فالجانب الصوتي يتميز بكثرة الحروف الصامتة والحروف التي مخرجها من الحنجرة والحلق واللهاة، وفيها الحروف المطبقة التي يصحب نطقها قبض للحنجرة وهي حروف لا نظير لها في اللغات الهندية الأوروبية. وتقوم صيغ الأسماء والأفعال على نظام “الجذور” وهي في معظمها من حرفين أو ثلاثة حروف وتمتاز بحصول معظم الاشتقاقات بتغيير الحركات.
ويتجه المؤرخون اليوم إلى دراسة الشعوب “السامية” من الناحية اللغوية لا من النواحي العرقية أو الاثنوغرافية، ويعتبرون لفظة “السامية والساميون” لا مبرر لها سوى الرواية التوراتية والمصطلح الشائع.
المراجع:
– سبتينو موسكاتي: الحضارات السامية القديمة (مترجم)، القاهرة 1957م.
– عدنان الحديدي: تاريخ الشرق الأدنى القديم، جامعة القدس المفتوحة 1994م.
سان جيمس (مؤتمر -): رَ: لندن (مؤتمر – 1939).
سان ريمو (اتفاقية -): رَ: النفط العربي