سميت البحيرة بهذا الاسم، فيما يقال، نسبة إلى “حول” أو “شول” أحد أبناء آرام. وقد أطلق عليها السكان المحليون تسميات كثيرة، منها “بحر بانياس” نسبة إلى نهر بانياس، و”بحر حيط” نسبة إلى منطقة حيط المشهورة بزراعة القمح* والواقعة جنوبي غرب البحيرة، وسموها “الملحة” و”الملاحة” نسبة إلى القشور الملحية في بعض السبخات المجاورة للبحيرة، و”سمكون” لما فيها من أسماك كثيرة، و”قدس”، نسبة إلى موقع قدس القريب منها.
كانت الحولة بحيرة شكلها العام بين الدائرة والمثلث تتعرج بعض سواحلها بزوايا بارزة تؤدي إلى نشوء خلخال صغيرة. ولا يخلو وسطها من الجزر الصغيرة. وترتفع الحولة 70 م فوق سطح البحر، وتبلغ مساحتها 14 كم2 من المياه العذبة التي يتفاوت عمقها بين 2 و5 م. ولا يتجاوز طولها 6 كم ـ ويختلف عرضها بين 4.4 كم في طرفها الشمالي و0.8 كم في طرفها الجنوبي.
لا تشغل البحيرة وسط وادي الحولة تماماً، فهي أقرب إلى الجانب الشرقي. وتراوح المسافة بين جانب الوادي الغربي وطرف البحيرة بين 3 و6 كم. وكانت الأهوار والمستنقعات* تحف بشواطىء البحيرة الشمالية، وتحتل مساحة أكبر من مساحة البحيرة نفسها، وتغطي مع البحيرة النصف الجنوبي من وادي الحولة الذي يبلغ طوله 25 كم، أي أن طول البحيرة مع المسنقعات يبلغ نحو 13 كم.
كان نهر الأردن* يدخل بحيرة الحولة من طرفها الشمالي الغربي، يدخل بحيرة الحولة من طرفها الشمالي الغربي، بمصب يبلغ عرضه 30م، بعد ضياعه في المستنقعات المترامية الأطراف الممتلئة والنباتات المائية الطبيعية (رَ: النباتات الطبيعية). وتزداد مساحة المستنقعات أثناء فيضان نهر الأردن في أواخر الشتاء وأوائل الربيع. ولكنها تأخذ في الانكماش مع بداية فصل الصيف حتى تصل إلى نصف مساحتها السابقة. ويبدأ الانكماش في الأطراف الشمالية فتتراجع نحو البحيرة في الجنوب. ويصيب النقص طول المستنقعات أكثر مما يصيب عرضها.
كانت النباتات المائية كاللوتس والبردي والبوص والحلفاء تغطي سطح البحيرة وأطرافها. والجزر مغطاة بنباتات يصل ارتفاعها إلى 3م أحياناً. لذلك كانت أطراف البحيرة خادعة يصعب الاقتراب منها. ومياهها صافية رائقة حتى في أوقات الفيضان، لأن النباتات الكثيفة شمالي البحيرة وحول أطرافها شكلت مصافي تمنع وصول ما كان يحمله النهر وروافده من طمي ورسوبات. ورغم ذلك الصفاء الظاهري كانت مياه البحيرة ملونة غير صحية.
رفدت البحيرة من جهتيها الشرقية والغربية مجموعة من الأودية، أهمها وادي الحنداج الذي يصرف مياه المنطقة الواقعة حول الجس ويخترق منطقة جبلية بمجرى خانقي قبل أن يدخل وادي الحولة ليصب في الطرف الغربي للبحيرة. وهناك وادي السقارة، أو وقاص، الذي يبدأ من نبع وقاص في الجليل الأعلى ويصب في الساحل الغربي لبحيرة الحولة.
تعودت القبائل العربية أن ترد مع سوائمها منطقة البحيرة ومستنقعاتها في فصل الشتاء طلباً للدفء والماء والكلا. وقد أفاد سكان القرى المجاورة العرب من النباتات الطبيعية* في بعض صناعاتهم الصغيرة واصطادوا الأسماك* من البحيرة. ولكن أطماع الصهيونيين انصبت على هذه المنطقة الهامة فبدأوا يستوطنون فيها تمهيداً للاستيلاء عليها.
المراجع:
– Audebeau, M, Ch: La Vallee du Jourdain,Paris 1927.
– Karmon,Y.: The Drainage of the Huleh Swamps, Geog, Geog Review, 1960.
– Kitto. J.: Palestine: The physical Geography and Natural History of the Holy Land London 1941.