( 1029 – 1089م).
ابن أبي الشخباء العسقلاني. شاعر، كاتب، أديب. موطنه عسقلان، وإليها نسب. ولا يعرف مولده ونشأته ودراسته. ولكنه – كما يظهر مما بقي من أعماله وأخباره – ولد حوالي سنة 420هـ/ 1029م وعمل في دواوين الفاطميين في مصر. وكانت عسقلان أمتع معاقل الفاطميين* في جنوبي الشام على العدو، وأهم مرافئهم تجارياً وعسكرياً وأسطولاً وتأمين انتقال بين الشام ومصر.
وقد عاش ابن أبي الشخباء عصر المستنصر الفاطمي كله تقريباً. وهذا الخليفة هو أطول الخلفاء عهداً في التاريخ الإسلامي كله، حكم سنتين سنة (437 – 487هـ/ 1035 – 1093م) وعرفت مصر في عهده أوسع المجد وأقسى المجاعات والاضطراب. ويبدو أن ابن أبي الشخباء كان من كبار موظفي الرسائل في هذا العهد، وكان يلقب بالمجيد ذي الفضيلتين. ويظهر أن بلاغته في الترسل قد أحلته المكانة الكبيرة والشهرة الواسعة فجمعت رسالته في مدونة صارت مشهورة باسمه، وكان يتناقلها الكتاب ويتمرسون بأساليبها ويحفظون ما فيها. ويذكرون أن القاضي الفاضل*، العسقلاني أيضاً، “منها استمد وبها اعتقد” حتى أضحى أحد أقطاب النثر العربي. وفي تلك الرسائل بعض الإخوانيات، كما أن فيها بعض ما كتبه أثناء عمله في الديوان: كرسائله إلى البساسيري الثائر الفاطمي الذي ألغى خلافة بغداد عشرة أشهر (450هـ/ 1058م)، وتهنئته الوزير المغربي ببعض الفتوح سنة 453هـ، وكتابه إلى المستنصر يهنئه بانهزام أتسز بن أوق الخوارزمي* الذي حاول تحطيم الخلافة في مصر وهزم قرب القاهرة سنة 469هـ/ 1076م.
وبالرغم مما تنم عليه بقايا كتاباته من الإخلاص للفاطميين فقد انتهى الرجل قتيلاً في سجنهم. وذكروا أنه مات معتقلاً في خزانة البنود (وهي السجن الفاطمي).
المراجع:
– ياقوت الحموي: معجم الأدباء، ج6، القاهرة 1938.
– ابن بسام: الذخيرة، ق 4، القاهرة 1939.
– ابن خلكان: وفيات الأعيان وأبناء الزمان، القاهرة 1948.
– العماد الأصفهاني: جريدة القصر، قسم العسقلانيين، دمشق 1955.