وهي من أهم الحركات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948. أسسها في عام 1969 الشيخ عبد الله نمر درويش في كفر قاسم* ومنها انتشرت في أم الفحم* وقرى المثلثين ثم في الجليل والنقب*.
كان من آثار إنشاء تنظيم للحركة الإسلامية اعتقال أكثر من أربعين قيادياً في عام 1979 وعرف هذا التنظيم باسم “اسرة الجهاد” وصدرت بحقهم احكام امتدت من ستة إلى خمس عشرة سنة. وأطلق سراح أكثرهم في عملية تبادل الأسرى التي انجزتها الجبهة الشعبية / القيادة العامة سنة 1985 وقد وجهت النيابة العسكرية للشيخ عبد الله نمر درويش تهمة “الأب الروحي” لأسرة الجهاد. وكان لتجربة الاعتقال أثر كبير في بلورة سياسية حركية جديدة ذات أولويات تأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي تعيشه الجماهير العربية في (إسرائيل).
نشطت الحركة الإسلامية في ميادين الخدمة المختلفة: الثقافية والتربوية والفنية وفي العمل التطوعي وحماية الأوقاف الإسلامية والصحية والرياضية والإعلامية. وخاضت في 1989 انتخابات المجالس المحلية والبلديات وحققت فوزاً في راهط وكفر قاسم وكفر برا وجلجولية وام الفحم وكفر قرع وكابول*، كما انتخب من أعضائها ممثلون في عدد آخر من المجالس والبلديات وحققت نتائج مشابهة في انتخابات 1993، كما أضافت إلى إنجازاتها في 1998 تحقيق غالبية في عضوية المجلس البلدي في الناصرة*.
كان لمشاركة ممثلي الحركة الإسلامية في المؤسسات العربية القطرية كلجنة المتابعة واللجنة القطرية الأثر الكبير في دفع دماء جديدة في شرايين النضالات العربية وأشكالها، وتعميق دور الأقلية العربية فلسطينياً قبل دخول السلطة وبعد ذلك، وتفعيل الأنشطة الإسلامية، وتوثيق علاقات الحركة الإسلامية مع الأقليات العربية في أميركا وأوروبا وغيرها.
انفصل في سنة 1996 الأخوان رائد صلاح وكمال الخطيب عن الحركة الإسلامية، وأنشأ حركة إسلامية جديدة، وكان من أسباب هذه الانشقاق قرار الحركة الإسلامية خوض انتخابات الكنيست* الإسرائيلي. وقد استمرت الحركة الإسلامية بعد هذا الانشقاق في القيام بدورها الجليل وأداء مهامها، وحمل مسؤولياتها حسب الخطة الموضوعة، مع بقاء الباب مفتوحاً لعودة من خرج من صفوف الحركة.
وضعت الحركة الإسلامية أهدافاً ذات أفاق متعددة، فهي تسعى إلى تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة خالصة نقية، ومواجه التحدي الحضاري الحديث على مختلف صوره. وتهدف إلى إعادة صلة المسلمين بالإسلام فهماً وإيماناً وعملاً والتزاماً، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، والعمل مع كل الشرفاء في الأمم المختلفة لدحر البغي ونصرة المظلومين. وتسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الهيئات الإسلامية والتيارات السياسية الأخرى، وترفض إثارة الفتن والاحقاد وتجريح الأشخاص والهيئات. وللحركة الإسلامية برنامجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي المتصل بمصالح الأقلية العربية الفلسطينية في (إسرائيل) ومصالح الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتتخذ الحركة الإسلامية وسائل مختلفة لتحقيق أهدافها، فهي تسعى إلى تجميع الناس حولها بالاتصال المباشر ووسائل الإعلام المختلفة، وتتخذ التربية على مبادىء الإسلام وعقيدته وأحكامه طريقة لربطهم بها وإقناعهم بأهدافها. كما تنشىء المؤسسات واللجان والجمعيات الإسلامية القانونية الدائمة والموسمية، ومنا: لجان الزكاة المحلية والقطرية، وإغاثة المحتاجين، وبناء المساجد والمدارس والكليات والجامعات، ومراكز البحوث والدراسات، وبناء العيادات الطبية والمستشفيات، وروضات الأطفال، والنوادي الثقافية والرياضية، وإقامة معسكرات العمل التطوعي، والمهرجانات في كل المناسبات. كما تهتم الحركة الإسلامية بالمرأة المسلمة وتهيىء لها الإمكانات المناسبة للقيام بدورها بمشاركتها في الأنشطة المختلفة، وإقامة المراكز التربوية التي تعتني بها وتشجعها في طلب العلم والعمل في التخصصات النسوية.
للحركة الإسلامية جريدة رسمية هي جريدة (الميثاق) والتي تصدر أسبوعياً وتغطي نشاطات الحركة الإسلامية، وأخبار المسلمين وتتابع التطورات السياسية والاجتماعية وغيرها من خلال نظرة شمولية إسلامية واعية.
وتنظم الحركة الإسلامية نشاطات فنية من أهمها (مهرجان الفن الإسلامي) والذي يعتبر فرصة لتنشيط الحياة الثقافية في الحركة الإسلامية من خلال معارض الكتب، وفرق المسرح والنشيد الإسلامي والفنون بأنواعها إلى غير ذلك، كما تنظم الحركة سنوياً الندوات والمحاضرات والمهرجانات الإسلامية إضافة إلى ورشات العمل والأيام الدراسية في كافة القضايا الهامة.
وتخوض العمل السياسي وتنظيم النضالات الشعبية جنباً إلى جنب مع باقي الأطراف النشطة في الوسط العربي داخل الخط الأخضر، والذي كان وما يزال للحركة الإسلامية بصماتها سواء من خلال البلديات والمجالس التي يديرها أبناء الحركة الإسلامية أو من خلال مؤسسات فلسطينية داخل الخط الأخضر كاللجنة القطرية لرؤساء المجالس والبلديات، أو لجنة المتابعة لشؤون المواطنين العرب وغيرها. كما لعبت الحركة دوراً مباشراً وما تزال لمساعدة الشعب الفلسطيني سياسياً محلياً وقطرياً وإقليمياً وعالمياً، وذلك من خلال لعب دور مباشر في الحياة الفلسطينية ونضالات الشعب الفلسطيني في كل المواقع ومن أهمها العمل على الحفاظ على الوحدة الوطنية لما تحظى به الحركة الإسلامية من احترام في أوساط الحركات والتيارات المختلفة في الشارع الفلسطيني.
وقد أدت الحركة الإسلامية وما تزال دوراً محورياً لخلق أكبر وحدة عربية داخل الخط الأخضر، وذلك من خلال إقامة الإطار الوحدوي السياسي الأوسع (القائمة العربية الموحدة – خمس أعضاء)، تلعب فيه الحركة الإسلامية الدور الأساسي من خلال ذراعها السياسي الذي أقامته لهذا الغرض بالذات وهو (حزب قائمة الوحدة العربية) وهو حزب الحركة الإسلامية الشريك الفاعل في القائمة الائتلافية (القائمة العربية الموحدة).
ويتبع الحركة الإسلامية عدد من المؤسسات التي تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلالها ومنها: الجمعية الإسلامية لإغاثة الأيتام والمحتاجين، وجمعية الأقصى لحماية الأوقاف والمقدسات، ورابطة شؤون الطلاب العرب، وشركة الميثاق للإعلام والنشر التي تصدر عنها جريدة الميثاق، ولجنة الزكاة القطرية ولجنة الفن القطرية.
وللحركة الإسلامية هيآتها التنظيمية التي تضبط عملها وتوجيه وهي مجلس الشوري القطري وهو أعلى سلطة في الحركة الإسلامية ويرأسه رئيس الحركة الإسلامية، والإدارية العامة للحركة الإسلامية ومهامها الإشراف على النشاطات الدعوية والتربوية، والوحدات الإدارية التي تشمل الجليل والمثلث الشمالي والمثلث الجنوبي والمدن المختلطة والنقب وما يتبع كل وحدة من شعب وفروع. والمؤتمر العام المكون من القيادة القطرية للحركة الإسلامية ورؤساء مجالس الشورى في الفروع ورؤساء كل اللجان القطرية في الحركة الإسلامية، ومن مهامه المصادقة على انتخاب رئيس الحركة الإسلامية، أو نزع الثقة منه، وبحث توصيات مجلس الشورى القطري والبت فيها، ومناقشة سياسة الحركة الإسلامية وإقرارها.
وقد انتخب الشيخ إبراهيم صرصور رئيس مجلس كفر قاسم المحلي سابقاً رئيساً للحركة الإسلامية خلفاً للشيخ عبد الله نمر درويش في 1998.