كتلة انشقت في شهر أيار 1946 عن اللجنة العربية العليا* التي تألقت في أواخر عام 1945. وقد ضمت هذه الكتلة بعض المستقلين وزعماء الأحزاب الفلسطينية، عدا الحزب العربي الفلسطيني*. وكان انشاؤها مظهراً من مظاهر المنافسات الحزبية التي كانت قد شهدتها الحياة السياسية في فلسطين قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها.
لم تنجح محاولة رجال الحركة الوطنية في فلسطين لإعادة تشكيل هيئة جديدة تحل محل اللجنة العربية العليا التي كانت قائمة في فلسطين قبل الحرب إلا بعد تدخل جامعة الدول العربية التي كانت تعقد الدورة الثانية لمجلسها في تشرين الثاني 1945. فتألفت نتيجة ذلك اللجنة العربية العليا من ممثلي الأحزاب الفلسطينية، الرئاسة للحاج محمد أمين الحسيني* لحين عودته من المنفى. لكن عدم الانسجام بين أعضاء هذه اللجنة دفع إلى تزايد الخلاف بينهم، على الرغم من الموقف الصعب الذي كانت تمر به القضية الفلسطينية آنذاك. وكان من أسباب الخلاف المشروع الإنشائي العربي* وإدارة مكتب الدعاية. وكانت مطالبة الحزب العربي الفلسطيني بأن تكون له أكثرية المقاعد في اللجنة، ولا سيما بعد عودة رئيسه جمال الحسيني* من منفاه في روديسيا، سبباً في احتجاج الأحزاب الأخرى. وقد أخفقت جميع محاولات التقريب والتوفيق بين الطرفين، وانتهى الأمر بتثبيت الانشقاق. فالحزب العربي الفلسطيني الذي كان يرى أنه يمثل الأغلبية ومن حقه أن يكون معظم أعضاء اللجنة من رجاله وقف بمفرده في جانب، ووقفت الأحزاب الأخرى والمستقلون في الجانب الآخر. وقد أطلق جمال الحسيني على تجمعه اسم “اللجنة العربية العليا” دون تغيير، في حين سمى الآخرون تجمعهم “الجبهة العربية العليا”، وتألفت من: عوني عبد الهادي*، وحسين فخري الخالدي*، وأحمد حلمي عبد الباقي*، وراغب النشاشيبي*، وعبد اللطيف صلاح*، وسليمان طوقان، ويعقوب الغصين*.
كان هذا الانشقاق مثار ألم وأسف وانتقاد. وقد بذلت جهود فلسطينية وعربية، قبل عقد مؤتمر بلودان* (8 – 12/6/1946)، للتقريب بين الفئات المختلفة، ولإعادة تشكيل هيئة واحدة. وتم ذلك في مؤتمر بلودان الذي اتخذ قراراً بتنظيم تمثيل فلسطين بهيئة جديدة، وبدعوة أهل فلسطين إلى التضامن والاتحاد (رَ: بلودان، مؤتمر – 1946). فقد استدعى مجلس الجامعة أركان اللجنة العربية العليا والجبهة العربية العليا إلى بلودان، وانتهى الأمر في 12/6/1946 بتأليف “الهيئة العربية العليا*” من اثنين من كل هيئة، ومثل الجبهة العربية العليا أحمد حلمي عبد الباقي وحسين فخري الخالدي.
المراجع:
– محمد عزة دروزة: القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها، صيدا وبيروت 1959.
– إميل الغوري: المؤامرة الكبرى، القاهرة 1955.
– خيرية قاسمية (إعداد): عوني عبد الهادي، أوراق خاصة، بيروت.
– بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 -1948، بيروت 1981.
الجبهة العربية في فلسطين المحتلة:
رَ: الجبهة الشعبية الديمقراطية في فلسطين المحتلة (1958)
الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية:
رَ: المجلس الوطني الفلسطيني
رَ: منظمة التحرير الفلسطينية
الجبهة القومية في لبنان:
رَ: الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان (جبهة -)