لم يمنع ظهور جامعة الدول العربية قيام خلافات بين الدول الأعضاء فيها. وكان ذلك أحد الأسباب التي كانت وراء عقد لقاءات عربية على مستوى القمة (رَ: القمة العربية، مؤتمرات) لتصفية الخلافات، ووضع أسس عمل المستقبل – سواء أكانت هذه الأسس اقتصادية أم ثقافية أم عسكرية – على شكل اتفاقيات جماعية أو شبه جماعية. ولعل أبرز مثل على ذلك اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لعام 1950 وفيها نص صريح على تضامن الدول الأعضاء في الدفاع عن أي بلد يتعرض لأي عدوان خارجي.
كان مؤتمر قمة الدار البيضاء في عام 1965 من أبرز مؤتمرات القمة العربية، إذ انعقد في جو سادت فيه خلافات حادة كان لا بد من التصدي لها. وقد تمخض هذا المؤتمر عن “ميثاق التضامن العربي”. وهو لفظ استخدم رسمياً لأول مرة في هذا المؤتمر. وحدد مستقبل العلاقات بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية ورسم طريقها.
أقر مؤتمر القمة ميثاق التضامن العربي يوم 18/9/1965، وفيه التزم ملوك ورؤساء الدول العربية بأمور أهمها:
1) العمل على تحقيق التضامن في معالجة القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين.
2) احترام سيادة كل من الدول العربية، ومراعاة النظم السائدة فيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحفاظ على ترابها الوطني ضد كل محاولة استعمارية.
3) مراعاة قواعد اللجوء السياسي وآدابه وفقاً لمبادىء القانون والعرف الدوليين.
4) استخدام الصحف والإذاعات وسواها من أجهزة الإعلام لخدمة القضية العربية، ووقف حملات التشكيك والمهاترة عن طريق الصحافة والإذاعة وغيرها من وسائل النشر.
5) سن التشريعات اللازمة لتحريم أي قول أو عمل يخرج عن حدود النقاش الموضوعي والنقد البناء ويكون من شأنه الإساءة إلى العلاقات بين الدول العربية والتعرض بطريق مباشر أو غير مباشر بالتجريح لرؤساء الدول العربية.
لم يفلح الميثاق في تحقيق الغاية المنشودة منه وكان أن تعطلت مؤتمرات القمة حتى وقوع حرب 1967*.
تطوير الاستيطان في فلسطين (صندوق -):
رَ: الهجرة الصهيونية إلى فلسطين
التعامرة (وادي -): رَ: المشاش (وادي -):