يعد التخنيون أقدم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، النظري والتطبيقي في “دولة إسرائيل”، وقد وضعت فكرته الأساسية بمبادرة من “د.بول ناثان “اليهودي الصهيوني على جبل الكرمل في حيفا عام 1912 تحت اسم “المدرسة التقنية العليا”، ثم استؤنف العمل فيه بعد فترة انقطاع في أثناء الحرب العالمية الأولى، وافتتح رسمياً عام 1924، ثم أخذ يتوسع تدريجياً.
يدل اسم المعهد على أنه مؤسسة هامة للتدريب والأبحاث في العلوم والتكنولوجيا، وهو يمنح شهادات عليا لخريجييه (ماجستير ودكتوراة) في العلوم وملحقه به مدرسة فنية غالية متخصصة لتدريب الفنيين والخبراء في شؤون الهندسة، والبناء وصناعة الأجهزة والالكترونات المتخصصة، وصناعة الطيران والكمبيوتر وغيرها، كما يعمل فيه نخبة من كبار العلماء في شتى الفروع المتطورة والتخصصات.
والتخنيون هيئة علمية قائمة بذاتها، وتبلغ مساحتها ما يزيد على 150 هكتاراً، ويحظى خريجوها بمكانة مرموقة في المجتمع العلمي والتطبيقي الإسرائيلي.
وتشير المعطيات المدققة إلى أن علوم الهندسة الحديثة والعلوم النووية وغيرها من فروع المعرفة العلمية المستحدثة، كانت وما تزال محل اهتمام كبير في المعهد، وكذلك أبحاث العلوم التطبيقية في مجال المياه والميكانيكا وميكانيكا التربة والإنشاءات والكهرباء، والصناعات، والطب، والتتكنولوجيا والغذاء والمعدات، والتكنولوجيا الحربية في مجال الطيران والمحركات الصاروخية، والطبوغرافية، والأشعة الكونية وفيزياء الحالة الصلبة، وغيرها من فروع العلم وتطبيقاتها.
ويعد معهد اينشتاين للفيزياء التابع للتخنيون، واحداً من أهم المؤسسات العلمية المتقدمة.
ويوجد في المعهد مسارع ذري تبلغ طاقته 25 مليون الكترون – فولت، وقد ضم المعهد في عام 1965، 25 مشروعاً منها 8 مشاريع عسكرية في مجال الصواريخ والسلاح النووي، وأصبحت أكثر مشاريعه اليوم ذات طابع عسكري.
في الموسم الجامعي 1993/1994 على سبيل المثال، بلغ عدد طلابه (10.520) طالباً، (أي ما نسبته 11.5% من مجموع طلاب الجامعات الإسرائيلية)، وتوزعوا على النحو التالي:
درجة البكالوريس (7.560) طالباً، درجة الماجستير (2.230) طالباً، درجة الدكتوراه (670) طالباً، إضافة إلى (60) طالباً كانوا مسجلين بدرجة الدبلوم.
تمول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نحو 50% من تكاليف أبحاث المعهد مقابل قيامه بتنفيذ سلسلة من الأبحاث الخاصة المطلوبة لتطوير أنظمة التسليح العسكرية وبالذات فيما يخص القوات الجوية والبرية وتبلغ نسبة الضباط المهندسين الذين يعملون في الأبحاث فيه 30% من العاملين في القطاعات الهندسية، كما أن 80% من هذه الأبحاث لها صلة بالتطبيقات العسكرية المباشرة.
هذا ويتبع المعهد وفقاً للمصادر الإسرائيلية نحو ثلاثين مركزاً من أهمها:
المركز الهندسي لأبحاث البيئة ومصادر المياه، مركز هندسة الطاقة، مركز أبحاث الهندسة الكيماوية، مركز أبحاث الطيران، مركز أبحاث وتطوير التعليم التكنولوجي والعمل والتدريب المهني، معهد أبحاث الهندسة الملاحية، مركز اسيدورجو لابيرج للالكترونات، ومعهد جوزيف وارلين للعلوم البيولوجية.
يدير التخنيون مجلس أمناء، وله هيئة تنفيذية مكونة من رئيس يعينه مجلس الأمناء الذي يجتمع مرة كل شهر.
المراجع:
– مجلة مختارات إسرائيلية عدد خاص لعام 1999 عن مركز الدراسات الاستراتيجية، مؤسسة الأهرام/ القاهرة.
– ملف مؤسسات التعليم العالي ومراكز الأبحاث في إسرائيل، أرشيف دار الجليل للنشر /عمان.