منخفض منبسط من الأرض يقع إلى الشمال من مدينة الناصرة* وجبالها، ويمتد على محور شمالي – شرقي – جنوبي غربي. للمنخفض شكل قريب من المستطيل طوله نحو 17كم، ويراوح عرضه بين 2,5 و4 كم، وتقدر مساحته بنحو 45كم2.
تشرف المرتفعات على السهل من جميع أطرافه، وتكاد تمنع تصريف المياه منه وتخيله إلى حوض مغلق لولا الفتحة الوحيدة الضيقة في أقصى زوايته الجنوبية الغربية التي تربط بين السهل ووادي صفورية أحد روافد نهر المقطع*. والسهل محصور بين مرتفعات جبل البطوف – سخنين الذي ترقى أعلى قممه إلى 548م عن سطح البحر من جهة الشمال، وجبل طرعان من جهة الجنوب، وله الارتفاع نفسه. أما السهل فيراوح ارتفاع سطحه بين 150 و200م وينخفض باتجاه الوسط والجنوب الغربي ويرتفع باتجاه الأطراف والشمال الشرقي والشرق. وهكذا فإن المرتفعات المحيطة به تعلو أرضه بما بين 300 – 350م بسفوح شديدة الانحدار نسبياً.
وسهل البطوف واحد من الحفر والأحواض البنائية (التكتونية) المنتشرة في منطقة الجليل الأدنى، وهي حفر ذات محور شرقي – غربي سائد تفصل بينها سلاسل جبلية طولية لها المحور نفسه تقريباً. (رَ: الجليل، جبال). ويتفق محور سهل البطوف مع محور خطوط الصدوع (الانكسارات) التي حددت أطراف السهل وأدت إلى نهوض الجبال حوله سببت انخفاضه. ومما يزيد التباين بين السهل والجبال امتلاء أرض السهل بالترسبات اللحقية ومجروفات السيول العائدة للفترة الرباعية الحديثة، وسيادة الصخور الكلسية – الدولوميتية العائدة للكريتاسي (السينوماني- التوروني) في الجبال (رَ: البنية والبناء الجيولوجي). ولما كانت كمية الأمطار السنوية للمنطقة تراوح بين 500 و600مم فإن إمكانية الزراعة في هذا السهل الخصب كبيرة، وقد استفاد منها الإنسان منذ القدم.
استغل اليهود هذه المواصفات الطبيعية في سياستهم الاستيطانية للأرض العربية فمدوا أقنية المياه المأخوذة من بحيرة طبرية* عبر السهل، وأنشأوا خزاناً للمياه في النهاية الجنوبية الغربية للسهل يغذي شبكة الأقنية المائية في السهل الساحلي ووسط (إسرائيل) وجنوبها. ونظراً لخصب السهل وتوفر المياه ازدهرت فيه زراعة الحبوب* والخضر*. واهتم سكان القرى المحيطة به بغرس الأشجار المثمرة، وتربية الحيوانات خارج نطاق المساحات التي كانت تغرقها مياه الفيضان.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7، ق2، بيروت 1974.