تأسس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1965، “وهو تنظيم شعبي ديمقراطي يمثل المرأة الفلسطينية في جميع أماكن تواجدها، وقاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية*”، وضعت أهدافه في مؤتمره الأول في القدس عام 1965 وهي تعبئة وتنظيم طاقات المرأة الفلسطينية أينما كانت، في خدمة القضية الفلسطينية والإسهام الفعال في معركة تحرير الوطن المغتصب، والنضال من أجل تحقيق مساواة المرأة بالرجل في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وذلك بالربط بين قضية التحرير الاجتماعي للمرأة وقضية النضال من أجل التحرير الوطني.
يتكون الاتحاد من التشكيلات الهيكلية التي حددتها المادة 14 من النظام الأساسي المعدل للاتحاد وهي: المؤتمر العام والمجلس الإداري والأمانة العامة والفرع والهيئة الإدارية ولجنة المنطقة واللجنة المحلية. هذا إضافة إلى اللجان المتخصصة التي تشكلها الأمانة العامة حسب المقتضيات والظروف، كما نص النظام في نفس المادة على أن “يراعى في تشكيل هذه الهيئات ظروف كل قطر”.
عقد المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في القدس للفترة ما بين 15-20/7/1965 تحت شعار: “نحو توحيد جهود الهيئات النسائية الفلسطينية من أجل تحرير الوطن المغتصب”، وقد تشكلت اللجنة التحضيرية من الأخوات: زليخة الشهابي وسميرة أبو غزالة وسعاد الكيلاني وفايزة عبد المجيد* وسلمى الخضرا الجيوسي ووديعة خرطبيل ورشيدة المصري والحاجة عندليب العمد.
وانتخبت الهيئة التنفيذية الأولى من الأخوات: عصام عبد الهادي رئيسة للاتحاد، فريدة ارشيد نائبة الرئيسة، سميحة خليل أمينة سر، ليديا الأعرج أمينة صندوق، أمينة الحسيني مسؤولة علاقات خارجية، نهيل عيضة مسؤولة علاقات داخلية.
تعرض مقر الاتحاد في القدس للإغلاق بتاريخ 30/1/1967 إثر ذلك نقل مقر الهيئة التنفيذية إلى القاهرة، حيث تابعت الأخت سميرة أبو غزالة أعمال الهيئة حتى عام 1969.
في الفترة ما بين 1967 – 1969 شكلت الهيئة التنفيذية 17 فرعاً للاتحاد في البلدان العربية والمهجر، وقد خضع نشاط ووجود هذه الفروع للظروف السياسية المختلفة وعلاقة منظمة التحرير الفلسطينية بالبلدان العربية.
مع ذلك، ساهمت هذه الفروع بصورة ملحوظة ومؤثرة حيثما وجدت في النهوض بواقع المرأة الفلسطينية في مواقع اللجوء والشتات، وكان لها حضور سياسي مميز لصالح القضية الوطنية الفلسطينية ولصالح التقدم الاجتماعي والثقافي للمرأة الفلسطينية.
وقد أعيد عام 1969 تشكيل الأمانة العامة في عمان، حيث مقر منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، من الأخوات: عصام عبد الهادي التي أبعدتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الوطن في نيسان/ إبريل 1969 ومي الصايغ ونجلاء ياسين ونبيلة النمر وحنان الحسن وليلى يغمور وسهام مناع وسعاد الحسيني.
عقد المؤتمر الثاني في سوق الغرب بلبنان بين 5 – 8/8/1974 تحت شعار: “تنظيم جهود المرأة الفلسطينية دعامة أساسية في معركة التحرير” ترأسته الأخت سلوى أبو خضرا، وانتخبت الأمانة العامة للاتحاد من الأخوات عصام عبد الهادي ومي الصايغ وسميرة أبوغزالة ونجلاء ياسين ورقية خوري ونجلاء انصير وجميلة صيدم ونهاية محمد وليلى خالد وجيهان الحلو ونبيلة النمر وسميرة جبريل وفتحية سعد الدين.
ويعتبر انتخاب الأمانة العامة للاتحاد في مؤتمره الثاني على أساس تمثيل جميع الفصائل والاتجاهات المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية تطوراً نوعياً في مسيرة توحيد النضال المنظم للمرأة الفلسطينية على أساس برنامج كفاحي وفي سبيل خدمة القضية الوطنية للشعب الفلسطيني.
وعقد المؤتمر الثالث في بيروت للفترة ما بين 25 – 29/2/1980 تحت شعار: “نحو مشاركة فعالة للمرأة الفلسطينية في النضال لتحرير وطنها”، ترأسته الأخت سلوى أبو خضرا، وانتخبت الأمانة العامة من الأخوات: عصام عبد الهادي وسلوى أبو خضرا ومي الصايغ ونجلاء ياسين وانتصار الوزير ونهاية محمد وجميلة صيدم وسميرة صلاح وسميرة جبريل وسهام رحال وخديجة حباشنة ووداد أحمد وجيهان الحلو.
وعقد المؤتمر الرابع بعد عشرين عاماً من تأسيسه في تونس للفترة ما بين 20/4 ولغاية 5/5/1985 تحت شعار: “من أجل تعزيز وحدة النضال للحركة النسائية الفلسطينية” ترأسته الأخت سلافة حجاوي، وانتخبت الأمانة العامة من الأخوات: عصام عبد الهادي وسلوى أبو خضرا ونجلاء ياسين وجميلة صيدم ونهاية محمد وميادة عباسي وسهام سكر وفريال عبد الرحمن وميسون شعث وفايزة أبو الهيجاء ومرير الأطرش وعبلة أبو علبة وخديجة حباشنة ووداد أحمد وزهور القاضي.
ونتيجة لظروف الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، فقد انتقل الاتحاد داخل الوطن إلى العمل السري، تحت يافطات مختلفة، ولكن على قاعدة نفس الأهداف والبرامج المقررة في مؤتمراته حيث أدى دوراً كفاحياً مشهوداً له على المستويين السياسي والاجتماعي منذ عام 1967 وحتى عام 1993 تحت قيادة الأخت سميحة خليل رئيسة الاتحاد في الوطن المحتل.
بعد عام 1993 وإثر عودة عدد كبير من أعضاء قيادة وكوادر الاتحاد إلى أرض الوطن، بدئ العمل على إعادة هيكلة الاتحاد، وتوسيع قواعده وتشكيل فروعه ولجانه بما يتلاءم وواقع الضفة الغربية وقطاع غزة. وعليه فقد تشكل 17 فرعاً للاتحاد امتدت على مساحات الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. واتسعت قاعدته النسوية لعشرات الآلاف من النساء، وفتحت مراكز التأهيل والتدريب في الضفة الغربية وغزة، ونظمت عشرات ورش العمل التعبوية السياسية والحقوقية وغيرها. وشارك الاتحاد في جميع الفعاليات الجماهيرية والسياسية التي يصعب حصرها، كما أسهم بفاعلية مع اللجنة الوزارية في صياغة الاستراتيجية الوطنية للمرأة الفلسطينية.
أصبح منذ تأسيسه عام 1965 عضواً في الاتحاد النسائي العربي العام الذي تأسس عام 1944، وشغل موقع رئيس الاتحاد لدورة واحدة، عام 1978، ونائب رئيس منذ عام 1974. واكتسب الاتحاد موقع نائب رئيس في المنظمة العربية للأسرة ومقرها تونس عام 1986، وأصبح الاتحاد عضواً في لجنة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية منذ تأسيسها، كما مثل الاتحاد منظمة التحرير في لجان المرأة العربية والمجلس الأعلى للأسرة والطفولة.
انضم عام 1968 لعضوية الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (اندع) والمؤسس عام 1945 وأصبح عضواً في مكتبه الدائم عام 1975، وذلك في ضوء الدور الهام الذي قام به الاتحاد لصالح تعديل البنية الهيكلية (اندع) على أساس استيعاب منظمات دول العالم الثالث. كما أصبح الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية نائب رئيس في (اندع) منذ عام 1981. ويشارك الاتحاد بصفة مراقب – في الاجتماعات التي تنظمها لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة والتي تشكلت عام 1975 وتعقد اجتماعاتها دورياً في آذار/ مارس من كل عام. ويتولى الاتحاد منصب نائب رئيس في الاتحاد الدولي للمؤسسات العائلية منذ عام 1985.
أصبح الاتحاد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1965 مثله ثلاثة أعضاء، وارتفع العدد إلى اثنين وثلاثين عضواً فيما بعد، كذلك يشارك الاتحاد في عضوية المجلس المركزي الفلسطيني بخمسة أعضاء.
شارك الاتحاد في جميع المؤتمرات والمنتديات التي نظمها الاتحاد النسائي العربي العام، والاتحادات النسائية العربية، وفي العديد من المؤتمرات العربية التي نظمتها جامعة الدول العربية، والمؤتمرات العربية التضامنية في العراق ولبنان والجزائر ومصر، وفي جميع المؤتمرات الإقليمية العربية وورش العمل والمنتديات للمنظمات غير الحكومية التي نظمت في سياق التحضير للمؤتمر العالمي الرابع الذي عقد في بيجين بالصين عام 1995. كذلك في المؤتمرات التي عقدت بعد المؤتمر الرابع بهدف تقييم الخطط ونطوير الإنجازات ووضع الإستراتيجيات.
كما شارك الاتحاد في مؤتمر الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية والذي عقد في القاهرة عام 1997، وفي اجتماعات البرلمانيات العربيات والمنبثق عن الاتحاد البرلماني العربي منذ عام 1999 في كل من الجزائر وبيروت والقاهرة ودمشق.
يشارك الاتحاد في العديد من المؤتمرات العالمية، نكتفي بذكر أهمها ربطاً بالنتائج التي تحققت لصالح القضية الوطنية للشعب الفلسطيني ولصالح المرأة الفلسطينية، ومنها المؤتمرات العالمية الأربعة التي نظمتها لجنة المرأة والمجلس الاقتصادي التابعان للأمم المتحدة: المؤتمر العالمي الأول الذي عقد في المكسيك عام 1975 والذي “أدان الصهيونية بصفتها حركة عنصرية معيقة للسلام والتقدم، بما في ذلك تقدم المرأة العربية والمرأة الفلسطينية بشكل خاص”، والمؤتمر العالمي الثاني الذي عقد في كوبنهاجن عام 1980، والمؤتمر العالمي الثالث الذي عقد في نيروبي عام 1985، والمؤتمر العالمي الرابع الذي عقد في بيجين عام 1995.
كان للإتحاد دور بارز في الوصول إلى نتائج إيجابية خاصة بوضع المرأة الفلسطينية والعربية، في المؤتمرات المشار إليها، آخذين بالإعتبار الظروف الدولية المحيطة بعقد هذه المؤتمرات في الفترات الزمنية المشار إليها أعلاه. وشارك الإتحاد في المؤتمر النسائي العالمي الذي نظمه (اندع) في برلين عام 1975، وفي مؤتمر الطفولة العالمي المنعقد في موسكو عام 1979، كما شارك الاتحاد ضمن وفود منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمرات: دول عدم الإنحياز، الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، حقوق الإنسان، السلم العالمي، وفي جميع مؤتمرات الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي – (اندع).
ساهمت فروع الاتحاد في البلدان العربية والمهجر بصورة فعالة في الاسناد المادي للمرأة الفلسطينية وبرامج عملها على أرض الوطن، ونخص بالذكر هنا الجهود الكبيرة لفرع الكويت. كما قام كل من فرعي الكويت ومصر بمسؤولية تعليم عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين فيهما.
وقدمت الفروع جميعها جهوداً كبيرة على المستويين السياسي والاجتماعي على صعيد النهوض بأوضاع المرأة الفلسطينية داخل الوطن وفي الشتات، وفي سبيل الإرتقاء بمشاركتها في كافة أشكال النضال من أجل تحرير الوطن المحتل.
وأسس الاتحاد بيت أطفال الصمود عام 1977 في لبنان لرعاية وتأهيل أطفال الشهداء الفلسطينيين. ورغم الظروف السياسية الصعبة، فلا زالت فروع الاتحاد في كل من لبنان ومصر والعراق قائمة تؤدي أدواراً هامة حسب ظروف التجمعات الفلسطينية هناك، فقد استمر فرع الاتحاد في لبنان بالقيام بدور مقاوم واستثنائي منذ عام 1982 داخل المخيمات الفلسطينية التي تعاني ظروف حرمان وحصار قاهرة. ويشرف فرع الاتحاد في لبنان على عدد من رياض الأطفال ومراكز التاهيل في مخيمات الشمال والجنوب وبرامج القروض الميسرة للنساء الفلسطينيات. كما استمر فرع الاتحاد في العراق، وفي ظروف الحصار القاسية في العمل على برامج التأهيل المهني والسياسي بصورة نشطة في أوساط النساء الفلسطينيات. ويواصل فرع الاتحاد في جمهورية مصر العربية متابعة برامج التأهيل المهني ومحو الأمية، ويشارك في الفعاليات السياسية، كما أنه لا يزال يشرف على بيت الطالبات الفلسطينيات، وشكل فرقة عباد الشمس للأغنية الوطنية.
وعلى الصعيد الحقوقي وضع الاتحاد عام 1992 وثيقة المبادئ النسوية كما وضع وثيقتين قدمتا إلى المجلس التشريعي الفلسطيني، وتتضمنان مقترحات تعديلية على قوانين الأحوال الشخصية. إضافة إلى ذلك شكلت لجان متخصصة لمتابعة قضايا وحقوق المرأة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ورفع الاتحاد العام صوت المرأة الفلسطينية عالياً في جميع المحافل العربية والدولية، وشكل فعلاً وعلى الأرض إسناداً جدياً لبرامج منظمة التحرير الفلسطينية: برامج العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ويسجل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية قدرته في الحفاظ على وحدته السياسية والتنظيمية بالرغم من المتغيرات الواسعة التي أحاطت بأوضاع منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1993، وما يزال يمثل في قيادته جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية.
المراجع:
– أمينة الحسيني وآخرون: الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – فلسطين، البيرة، 2000.
– نضال محمد الهندي: أضواء على نضال المرأة الفلسطينية (1903 – 1992)، دار الكرمل، عمان، 1995.
– الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية/ الأمانة العامة، غزة، بدون تاريخ.
مجلة صامد الإقتصادي: العدد 62، تموز/ آب 1986.