أخذ اتحاد الكتاب الفلسطينيين شرعيته الأولى اعتماداً على المؤتمر التأسيسي الذي عقد في مدينة غزة* سنة 1966. ومع حرب حزيران 1967 التي انتهت باستيلاء إسرائيل على كافة أراضي فلسطين، كان لا بد من مواجهة محاولات الاستلاب والتغييب الثقافي، حيث أرادت إسرائيل أن تسلخ الشعب الفلسطيني عن ثقافته العربية – الإسلامية.
ومع انتهاء صدمة الاحتلال، بدأ الكتاب والمثقفون الفلسطينيون جهوداً حثيثة لإرسال دعائم اتحاد كتاب يوحد جهودهم ويبرز أعمالهم الأدبية والفنية ويحفظ لهم تواصلهم الثقافي مع الجماهير. لكن سلطات الاحتلال رفضت منح ترخيص رسمي لاتحاد الكتاب مما دفع الكتاب إلى ممارسة عملهم على شكل تنظيم سري تبلور في بداية السبعينات في الملتقى الفكري – القدس*، وبقي الأمر كذلك إلى أن حصل الاتحاد على ترخيص رسمي من سلطات الاحتلال عام 1980 وافتتح مقراً له في مدينة القدس حيث جرت انتخابات الهيئة الإدارية الأولى لاتحاد الكتاب الفلسطينيين ضمن لائحة نظامية خاصة.
وفي سنة 1972 تداعت مجموعة من الكتاب والصحفيين لعقد لقاءات تمخضت عن تشكيل لجنة تحضيرية نالت تأييد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية*. وقد أشرف على هذه اللجنة المرحوم كمال ناصر*، وكان من أعضائها المرحوم غسان كنفاني*.
ومن المهام الأولى التي حملت مسؤوليتها اللجنة التحضيرية الإعداد للمؤتمر العام، والعمل على حشد طاقات الكتاب والصحفيين الفلسطينيين من خلال اتحاد واحد يمثلهم.
وفي الفترة من 6-9/9/1972 انعقد المؤتمر العام للاتحاد في بيروت، باشتراك 330 كاتباً وصحفياً فلسطينياً يقيمون في مختلف الأقطار العربية. واعتبر هذا المؤتمر الأول للاتحاد، لأنه مؤتمر العمل الحقيقي. وقد أقر المؤتمر نظامه الداخلي، وانتخب مقره في القدس، وإقامة مؤقتة في بيروت.
وقد تعاقب على رئاسة الاتحاد في مراحله المختلفة كل من علي الخليلي وأسعد الأسعد والمتوكل طه وعزت الغزاوي، وأعد اللائحة النظامية محمد البطراوي وتمت الموافقة على اللائحة من قبل ثلثي الهيئة العامة في أول اجتماع عقدته في إبريل/ نيسان 1980، كما تم التعديل عليها بموافقة ثلثي الهيئة العامة في اجتماعات لاحقة كان آخرها عام 1995.
اتحاد الكتاب الفلسطينيين – كما تنص اللائحة الداخلية – مؤسسة جماهيرية مستقلة غير حكومية وعضويتها طوعية لكل الكتاب الفلسطينيين الذين تنطبق عليهم شروط العضوية. وخلال سنوات عمله قام الاتحاد بنشر وتوزيع الأعمال الإبداعية التي كتبت داخل الوطن المحتل ونظم المؤتمرات وورش العمل والندوات وتواصل مع الجماهير في المدن والقرى والمخيمات وبقي حلقة الوصل مع الثقافة العربية رغم ما تعرض له من عقوبات قمعية كإغلاق مقره لفترات مختلفة وسجن أعضاء الهيئة الإدارية وفرض الرقابة على الكتب المنشورة وتقييد الحريات ومنع السفر.
بعد عودة السلطة الوطنية الفلسطينية* عام 1993 إلى أرض الوطن انضم لعضوية الاتحاد الكتاب والمثقفين الذين تمكنوا من العودة، وجرت عدة لقاءات تنسيقية بين الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب والأمانة العامة للاتحاد للكتاب والصحفيين الفلسطينيين بهدف بلورة اتحاد عام يضم في عضويته كافة الكتاب الفلسطينيين في الوطن والمنفى، وكانت الخطوات الأولى تقوم على فصل الصحفيين عن الكتاب وإجراء الانتخابات العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في 23 حزيران/ يونيو 1999.