كان بين الطامعين في إخراج الفاطميين* من بلاد الشام وإقامة دولة فيها بنو مرداس. وكان مؤسس هذه الدولة صالح بن مرداس الكلابي، وقد استولى على حلب (414هـ/ 1023م) منتزعاً إياها من منصور بن لؤلؤ، وقد كان هذا يحكم حلب نيابة عن الخليفة الظاهر (411 – 426هـ/ 1031 – 1036م). وكان بنو الجراح يطمعون في إقامة حكم لهم في فلسطين، كما أن سنان بن عليان كان يريد أن يقيم لنفسه ملكاً في بلاد الشام. لذلك قام حلف بين الصالح ابن مرداس وحسان بن الجراح وسنان بن عليان، على أن يتعاونوا على إخراج الفاطمين ويقتسموا البلاد: المرداسيون في شمال بلاد الشام، وبنو الجراح لهم من الرملة* إلى حدود مصر، وتكون دمشق وما يحيط بها لسان وجماعته.
إلا أن الخليفة الظاهر لم يكن غافلاً عما يخططون فأرسل جيشاً حسن التجهيز (420هـ/1030م ) أوكل أمره لأمير الجيوش أنوشتكين الدزبري الذي كان بدمشق نائباً عن الظاهر.
والتقى الجيش الفاطمي بقوات الحلف الشامي عند الأقحوانة فانتصر الدزبري، وقتل الصالح بن مرداس، وهرب حسان بن الجراح إلى البيزنطين. واسترد الفاطميون بذلك النصر جنوب سورية وأواسطها.
والأقحوانة كانت تقوم جنوبي مدينة طبرية* على نهر الأردن* والمكان هناك، مثل أماكن أخرى كثيرة في المنطقة، يقع على الطريق الأردني – السوري – الفلسطيني.