هو من أوائل المشروعات الإسرائيلية لحل قضية الصراع العربي -الإسرائيلي. وقد قدمه آبا ايبان ضمن بيانه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 8/10/1968 (الدورة 23).
وكان يومذاك يشغل منصب وزير خارجية (إسرائيل). وقد تضمن بيان آبا إيبان نقاطاً تسعاً هي:
1) إن الوضع الذي يعقب وقف إطلاق النار يجب أن يكون سلاماً عادلاً ودائماً، تجري مناقشته بكل دقة ويعبر عنه باتفاقات تعاقدية. ويجب أن يتضمن هذا السلام الشروط الدقيقة لتعايش (إسرائيل) مع جيرانها وخارطة متفقاً عليها للحدود الآمنة* والمعترف بها. إن جوهر السلام هو أنه يجب أن يسمع لكلا الطرفين بإمكانية القول أن نزاعهما الذي استمر عقدين من الزمن قد انتهى نهائياً.
2) في إطار السلام تستبدل بخطوط وقف إطلاق النار حدود دائمة وآمنة ومعترف بها بين (إسرائيل) وبين كل واحدة من الدول العربية المجاورة. وتجري إعادة ترتيب وضع القوات وفقاً للحدود التي ستقام في ظل السلام النهائي.
3) بالإضافة إلى إقامة حدود إقليمية متفق عليها يجب بحث موضوع إقامة ترتيبات أمنية أخرى متفق عليها لتجنب الوضع الحساس الذي سبب إنهيار السلام في عام 1967. ويجب أن تتضمن الاتفاقية التي سيقام بموجبها السلام تعهدات متبادلة بعدم الاعتداء.
4) عندما يتم التوصل إلى إقامة السلام على أساس حدود دائمة بجب الإبقاء على حرية الانتقال والحركة القائمة الآن عبر الحدود في المنطقة، وبخاصة في القطاع الإسرائيلي – الأردني .
5) إن الترتيبات الخاصة بضمان حرية الملاحة يجب أن تكون دقيقة وغير مشروطه ومقامة على أساس المساواة الكاملة في الحقوق والالتزامات بين (إسرائيل) وكل الدول الأخرى ذات السواحل وجميع أعضاء الدول البحرية.
6) يجب عقد مؤتمر لدول الشرق الأوسط بالاشتراك مع الدول التي تساهم في إغاثة اللاجئين ووكالات الأمم المتحدة المختصة لوضع خطة لخمس سنوات لحل مشكلة اللاجئين في إطار السلام الدائم ودمج اللاجئين في البيئات التي يقيمون فيها.
ويمكن الدعوة لهذا المؤتمر قبل محادثات السلام. ويجب أن يكون إنشاء لجان مشتركة لإعادة توطين اللاجئين ودمجهم من الأمور المنصوص عليها في اتفاقيات السلام.
7) لا تسعى (إسرائيل) من أجل ممارسة السيطرة من الناحية القانونية، ومن جانب واحد، على الأماكن المقدسة للمسيحية والإسلام. وهي ترغب في كل الأحوال في إيجاد وضع خاص لهذه الأماكن، وفي التوصل إلى تفاهم مناسب مع الأطراف المعنية. وسياسة (إسرائيل) هي أن الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية يجب أن تكون تحت مسؤولية الجهات الدينية التي تتبعها.
8) يجب عقد اتفاقيات تعاقدية بين حكومة (إسرائيل) وكل واحدة من حكومات الدول العربية تتضمن اعترافاً متبادلاً بسيادة ووحدة أراضي كل دولة وحقها في بناء حياتها القومية. ويجب أن يتبع ذلك منطقياً أن تسحب الدول العربية جميع التحفظات التي وضعتها على المواثيق والاتفاقيات الدولية بسبب انضمام (إسرائيل) إليها.
9) إن السلام يقتضي دراسة مسألة إيجاد تعاون مشترك في بعض الموارد ووسائل الاتصالات في المنطقة في محاولة لوضع أسس مجموعة شرق أوسطية من الدول المستقلة.
يمثل مشروع آبا إيبان هذا جوهر الفكر الصهيوني في معالجة قضية فلسطين وتسوية الصراع العربي – الإسرائيلي. وليس هذا المشروع سوى التفسير الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22/11/1967. وهو مشروع يعكس نتائج عدوان حزيران عام 1967 (رَ: حرب 1967). ولم تكن (إسرائيل) تسعى، بمشروع وزير خارجيتها، إلى إيجاد تسوية للصراع وإنما كان هدفها إطالة أمد احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية تمهيداً لتحقيق أهدافها في التوسع والاستعمار. ولم يكن مشروع آبا إيبان أكثر من ظاهرة دعائية تعلن على منبر المنظمة الدولية. وقد تجاهل المشروع، عن قصد مبيت، حقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي المحتلة، واكتفى بتحديد أهداف (إسرائيل) من عدوان حزيران 1967. ولهذا لم يكن الاهتمام بالمشروع في المنظمة الدولية وخارجها ظاهراً لأن المشروع كان بعيداً جداً عن مفهوم السلام ومقوماته.
من الجدير بالذكر أن وزير خارجية (إسرائيل) أعلن مشروعه هذا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الذي كان فيه غونار يارنغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة يباشر مهمته تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 242.
المرجع:
– محاضر الدورة 23 (1968) للجمعية العامة للأمم المتحدة.