(836 – 923هـ)
(1432 – 1517م)
شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحق، ابن أبي شريف المري، المقدسي، المصري، الشافعي.
الإمام، العلامة، قاضي قضاة الشافعية في مصر. ولد في القدس* ونشأ بها، ودرس على أخيه الكمال وحفظ القرآن وهو ابن سبع، ولازم سراج الدين الرومي ويعقوب الرومي، والتقى القلقشندي من شيوخ بيت المقدس. ثم انتقل إلى القاهرة فقرأ على عدد من شيوخها، منهم جلال الدين المحلي وشيخ الإسلام ابن حجر وعلم الدين البلقيني والبوتيجي والأبشيهي وأبي الفضل المغربي وسعد الديري. وفي سنة 853هـ/ 1449م أدى فريضة الحج، وسمع من مشايخ مكة والمدينة، وأذنوا له بالإفتاء والإقراء.
بقي برهان الدين في القاهرة، واستقر فيها طوال حياته. وتولى المناصب الجليلة، من بينها تدريس التفسير في جامع ابن طولون، والتدريس في عدة مدارس، منها المزهرية والمؤيدية والحجازية. وفي سنة 906هـ فوض إليه قضاء مصر، فبقي فيه أربع سنوات. ثم ولاء السلطان الغوري مشيخة قبته الغورية، واستمر في المشيخة سنوات، إلى أن عرضت حادثة وقف فيها بشجاعة يعارض رأي السلطان، فعزل ولزم بيته لا يتردد على أحد من الولاة أبداً، والناس يقصدونه للأخذ عنه والاشتغال عليه في العلوم العقلية والنقلية، وصار عالم مصر، وعليه المدار في الفتيا. وكان يتقوت من مصبنة له بالقدس، ولا يأكل من معاليم مشيخة الإسلام شيئاً.
وضع شيخ الإسلام برهان الدين كثيراً من المصنفات، منها “شرح قواعد الإعراب” لابن هشام، و”منظومة في القراءات”، و”نظم النخبة”، و”شرح المنهاج”، و”شرح الحاوي”، وكتاب في “الآيات التي فيها الناسخ والمنسوخ”، وغير ذلك كثير، نظماً ونثراً.
وكانت وفاته في القاهرة، ودفن بجوار ضريح الإمام الشافعي.
المراجع:
– ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، القاهرة 1351هـ.
– مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، عمان 1973.
– السخاوي: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، القاهرة 1353هـ.
– جلال الدين السيوطي: نظم العقيان في أعيان الأعيان، نيويورك 1927.
– محمد بن علي الشوكاني: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، القاهرة 1328هـ.
– نجم الدين الغزي: الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة، بيروت 1945.