تحت وطأة الحملات ضد الدول العربية وجامعة الدول الغربية إثر ظهور تقرير لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية المشتركة في 22/4/1946 (رَ: الأنكلو – أمريكية، لجنة التحقيق -) شعر المسؤولون العرب بأن الظرف الدائم يحتم عليهم توكيد تمسكنهم بقضية فلسطين، وإقناع الرأي العام العالمي والعربي بأنهم حريصون على سلامة هذه القضية، وأنهم يعتزمون القيام بأعمال جدية لإنقاذها، فتقرر دعوة مجلس جامعة الدول العربية إلى عقد دورة استثنائية في بلودان بسورية في 18/5/1946 (رَ: بلودان، مؤتمر 1946).
ويبدو أن رؤساء الدول العربية أنفسهم أقلقهم الأمر، وشعروا بخطورة الحملات الموجهة إلى الدول العربية والجامعة، وأدركوا أنهم أنفسهم لم ينجوا من هذه الحملات، فقرروا وجوب العمل على إقامة الأدلة على صدق نياتهم واستعدادهم للعمل المجدي المفيد.
جرت اتصالات مستعجلة بين رؤساء الدول العربية لتدارك الموقف. وقام الأمين العام للجامعة ببذل الجهود والمساعي لإقناع رؤساء الدول العربية بوجوب عمل شيء ما، واقترح عقد مؤتمر لهم.
وقد تم الاتفاق بين الرؤساء العرب على عقد مؤتمر قمة لهم، هو في الحقيقة أول مؤتمر قمة عربي ، في أنشاص قرب القاهرة بمصر في 27/5/1946. وتقرر إرجاء موعد الدورة الاستثنائية لمجلس جامعة الدول العربية إلى ما بعد انعقاد مؤتمر القمة.
عقد مؤتمر القمة في أنشاص واستمر يومي 27 و28 أيار 1946. وقد اشترك فيه ملوك ورؤساء مصر والسعودية واليمن والعراق والأردن وسورية ولبنان. وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية بياناً مطولاً عن الأوضاع العربية عامة وأوضاع فلسطين خاصة. وعند انتهاء المؤتمر صدر بيان بعض أن الملوك والرؤساء العرب قرروا.
1) رفض تقرير لجنة التحقيق البريطانية – الأمريكية المشتركة.
2) التمسك باستقلال فلسطين وصيانة عروبتها.
كذلك تناول الملوك والرؤساء بالبحث في مؤتمرهم موضوع الاختلافات الناشبة بين الفلسطينيين فقرروا وجوب العمل على إزالة هذه الاختلافات وأسبابها، وتشكيل هيئة فلسطينية تمثل جميع الفلسطينيين وتنطق باسمهم. وأحيل هذا القرار إلى مجلس جامعة الدول العربية لوضعه موضع التنفيذ.
وجددت الدعوة لعقد دورة استثنائية لمجلس الجامعة، وتقرر عقدها في بلودان في 8/6/1946.