(753 – 815هـ)
(1352- 1412م)
بن الهائم الحاسب، المصري ثم المقدسي. وقد لقب بابن الهائم ثلاثة رجال عاشوا في عصر واحد تقريباً، أولهم أحمد بن محمد، وهو شاعر من أهل المنصورة بمصر. توفي سنة 887هـ. والثاني عالم من فلسطين هو المسند شرف الدين موسى بن محمد. وقد توفي بالقدس* بعد قليل من سنة 820هـ.
والثالث (ولعله شقيق الثاني) هو أبرزهم وأشهرهم، واسمه أحمد بن محمد بن عماد (أبو العباس شهاب الدين) بن محمد بن علي المصري ثم المقدسي من كبار فقهاء الشافعية. ولد في القاهرة، ودرس فيها الفقه، ومهر في الفرائض والحساب، ثم رحل سنة (797هـ/1395م) إلى القدس مع شيخه زين الدين القمني الذي أنابه عنه في التدريس بالمدرسة الصلاحية فيها، فبرز حتى رحل إليه الناس من الآفاق لدراسة الفرائض والوصايا والجبر والحساب، وصار من شيوخ المشهورين المقادسة المشهورين المسموعي الكلمة والمعروفين بالدين المتين، حتى لقب بشيخ الإسلام.
على أن العصر الذي عاشه ابن الهائم في الشام كان عصر اضطراب سياسي وعسر اقتصادي، وزحام على الرزق. وقد زاحمه على وظيفته في التدريس الشيخ الهروي يؤيده الأمير نوروز نائب الشام، فوقف أهل القدس مع ابن الهائم الذي بذل الجهد للاحتفاظ بالوظيفة، مما اضطر الأمير إلى قسمتها بين الإثنين سنة 814هـ/ 1411م. ولكن ابن الهائم لم يعمر طويلاً بعدها.
وقد كتب ابن الهائم في الحساب والجبر والفرائض عدداً من المؤلفات منها قصيدة “المقنع في الجبر والمقابلة”، وكتاب “مرشدة الطالب إلى أسمى المطالب” في الحساب، و”أبرز الخفايا في فن الوصايا”.
توفي ابن الهائم في القدس، ودفن في مقبرة (مأمن الله).
المراجع:
– مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، النجف 1968.
– الشوكاني: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، القاهرة 1348هـ.
– السخاوي: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، القاهرة 1353هـ.
– ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، القاهرة 1931.