تقع بيوت عرب أبو الفضل، والأصح عرب الفضل، في ظاهر الرملة* الشمالي الغربي، وعلى مسافة نحو كم منها. وتنتشر هذه البيوت متناثرة على الجانب الغربي لطريق الرملة – يافا، وعلى الجانب الشمالي خطة سكة حديد رفح – حيفا. وأقرب القرى العربية إليها قرى صرفند العمار* وصرفند الخراب* وبير سالم*، وهي تجاور مدينة اللد، من الناحية الغربية. ويعرف هذا الموقع أيضاً باسم عرب السطرية نسبة إلى موقع السطر شمال مدينة خان يونس*، الذي نزح عنه هؤلاء العرب.
أقيمت قرية أبو الفضل فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الفلسطيني* الأوسط وترتفع نحو 75م عن سطح البحر وتتألف من مجموعة بيوت متناثرة في وسط الأراضي الزراعية، وكانت تخلو من المرافق والخدمات العامة، لاعتمادها في توفير حاجات سكانها على مدينتي اللد والرملة المجاورتين لها.
بلغت مساحة أراضي عرب الفضل 2.870 دونماً، منها 153 دونماً للطرق والأودية، ولا يملك الصهيونيون فيها شيئاً. وتعد هذه الأراضي من أوقاف الصحابي الجليل الفضل بن العباس ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، إليه نسبت القرية. وهي من بين أجود الأراضي في فلسطين لانبساطها وخصوبة تربتها وتوافر مياهها الجوفية، وتعتمد الزراعة* على الأمطار وعلى مياه الآبار. وأهم المحاصيل الزراعية التي كانت تنتجها القرية الحمضيات* والزيتون* والخضر* والحبوب* بأنواعها المختلفة. وقد غرست أشجار الحمضيات في مساحة تزيد على 818 دونماً، حيث تجود زراعتها في تربة البحر المتوسط الطفلية الحمراء.
كان معظم السكان يعملون في الزراعة التي وجد إنتاجها طريقه إلى التصدير إلى الأسواق المحلية في المدن المجاورة. وتربى المواشي والدواجن في المزارع المحيطة ببيوت القرية للانتفاع بها في أعمال الزراعة من جهة، وللحصول على منتجات ألبانها ولحومها من جهة ثانية.
بلغ عدد سكان أبي الفضل في عام 1931 نحو 1565 نسمة، انخفض عددهم في عام 1945 إلى 510 نسمات بسبب هجرة بعض العائلات للاستقرار في المدن المجاورة حيث تتوافر الخدمات وفرص العمل، خاصة أن قسماً كبيراً من السكان كان مستأجراً للأرض لا مالكاً لها. وفي عام 1948 طرد اليهود سكان أبي الفضل من ديارهم، ودمروا بيوتهم وأزالوا مضاربهم، وأنشأوا على هذه البيوت مستعمرة “تلمي منشه”، وأقاموا على أراضي القرية مستعمرتي “نحلت يهودا” و”نيتاعم”.
المراجع:
مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج4 ق1، بيروت 1972.