Categories: ف

الفراعنة

صلة فلسطين بمصر قديمة. وقد ظل الارتباط الاستراتيجي بين القطرين مستمرا عبر العصور لأن الدفاع عن كل منهما بفرض الاهتمام بالآخر.

أ- عصر ما قبل معرفة الكتابة: كانت لمصر منذ هذا العصر صلات بجيرانها. وقد عثر في المعادي (جنوب القاهرة) على مكاشط من الظران مروحية الشكل تعود إلى عصر ما قبل الأسر وتشبه كثيراً مكاشط عثر عليها في تليلات الغسول* شمال البحر الميت*.

ومن الجائز أن “صلاية” الملك نمرمر المشهورة المحفوظة حالياً بمتحف القاهرة، وهي تمثل الملك يصرع مجموعتين من الأعداء إحداهما تسكن مدينة أحيطت بسياج يشبه أسوار المدن الفلسطينية في ذلك الزمان والأخرى محاطة بسور يشبه أسوار حظائر الماشية الموجودة في شرقي الأردن، من الجائز أن هذه الصلابة تسجل غزوة لبعض المدن الفلسطينية والبدو الرحل في الأردن (الصلابة في الحضارة المصرية قطعة من الحجر المنحوت المطعم بمواد التلوين والتجميل).

وعثر في سهل سارونة (بين يافا* وجبل الكرمل*) على خاتم أسطواني عليه اسم نمرمر. وتم الكشف كذلك عن قطعة من الفخار في تل العريني عليها كتابة بفدائية فسرت بأنها اسم الملك نمرمر، ومعها أوان طرازها مصري.

وكشف في عاي* بفلسطين عن أكواب من المرمر وطبق من الغرانيت الوردى من العصر الثالث البرونزي يغلب على الظن أنه مصري الأصل من عهد الأسرة الثالثة (2778-2723 ق.م. تقريباً)، وعن إناء من المرمر له حافة مسطحة، وفخار شبه بالفخار الذي عثر عليه من عهد الأسرة الثالثة. وعثر أيضاً في مجدو* رأس العين على أوان لها حافة مفلطحة وأيد أنبوبية وميزاب تدل كلها على الأثر المصري. وعثر على قواديم من كفر منشه صنعت على اسس مصرية.

من ناحية أخرى عثر على فخار فلسطيني في مصر، فقد كشف في أبو صير الملق عن جرة كروية الشكل مزينة بخطوط حمراء، ومثلها معروف في فلسطين في العصر البرونزي الأول. وعثر في قبور ملوك مصر ومقابر الموظفين على أوان، إما مهداه وإما جزية، ولكنها لا تدفع إلى الاعتقاد بأن مصر كانت تحتل هذه المناطق في تلك الفترة الباكرة من تاريخ مصر الفرعونية. ويدل ذلك كله على وجود صلات برية بين مصر وفلسطين بالإضافة إلى الصلات البحرية.

وقد أطلق المصريون على سكان الصحراء الشرقية وسيناء والنقب*اسم “الذين يعيشون فوق الرمال”، أو “سكان الرمال”، ويعنون بذلك البدو. وتوجد إشارة إلى تسميتهم الشرقين. وسموا أيضاً “منثيو Mntjiu” وهي تعني المتوحشين. واستخدمت كلمتا “سثيتيو ٍٍٍِِSetjetw”، و”عاموAmw ” في الدولة القديمة. ويحتمل أن الأولى تعنى “حملة الأقواس” والثانية تعني “قاذفي العصي”. وكان هؤلاء يندفعون إلى الدلتا في حالة جفاف المرعى فيطاردهم المصريون لأنهم كانوا يعيشون في الأرض فساداً.

وقد استغل المصريون القدماء ما يوجد في المنطقة الجنوبية الغربية من سيناء خام النحاس والملاخيت والفيروز واللازورد والياقوت الأصفر. وترك المصريون رسومهم في “وادي مغارة” منذ عهد زومر، إذ شوهد الملك زوسر وهو يهوي بسلاحه على أحد الآسيويين من ذوي اللحى. وترك سنفرو وخوخو ما يشير إلى قيامهما باستغلال معادن سيناء. وازداد نشاط ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة في سيناء. وأهم المخلفات لوح يشاهد عليه الملك ساحورع يقضي على “منثيو ويقضي على كل الأقطار الأجنبية”.

وتقع فلسطين فيما وراء صحراء سيناء. وقد سمى المصريون الطريق الموصل إلى فلسطين “طريق حورس”، وكان يبدأ عند “سيل” على الحدود (قرية تل أبو صفية بالقرب من القنطرة) ويعبر الصحراء ماراً بمستنقعات الملح إلى العريش وغزة*، وكانت الرحلة عليه خطوة ورشاقة.

منذ أقدم العصور زود سكان فلسطين الجنوبية المصريين والأيدي العاملة. وجاء ذكر ذلك على حجر بالرمو من عهد الملك جر (من ملوك الأسرة الأولى). ونقشت على كسرة من قبر الملك قع بأبيدوس صورة أسير آسيوي. وقد يشير هذا إلى غزوات وجهت إلى فلسطين.

ولا توجد شواهد على نشاط عسكري لملوك الأسرة الرابعة. ولكن منذ بداية الأسرة الخامسة بدأت تحركات المصريين في الشرق لحماية الطرق الموصلة إلى مناجم سيناء. وقد اتجهوا شمالاً إلى سهل سارونة، أو إلى أبعد من ذلك في الاتجاه الشمالي حيث نشأت المدن منذ بداية عصر البرونز. وظهرت على معبد ساحورع رسوم آسيويين بشعورهم المرسلة ولحاهم المدببة وهم يرتدون المآزر القصيرة ويحيطون جباههم بالعصابات.

وورد في كتابات الأسرة الثالثة ذكر أسماء عدد من الحصون، منها حصن “ونت Wenet “، وهو في الغالب أوزل حصن في فلسطين من الناحية الغربية المجاورة لمصر على طريق حورس. ومن الجائز أنه يقع تحت مدينة رفح*. وفي الأسرة السادسة أصبحت كلمة “ونت” تدل على جميع المستوطنات المحصنة للآسيويين.

وعلى أحد جدران الطريق الموصل بين معبد الوادي والمعبد الجنازي للملك أوناس بصقارة ظهر المصريون في معركة مع “الشاسو”، وهو الاسم أطلق على بدو فلسطين في فترة متأخرة. وقد استخدمت هنا لأول مرة كلمة “عامو” التي أصبحت تعني الآسيويين عامة في الدولة الوسطى، ثم أطلقها المصريون في الدولة الحديثة على الهكسوس*.

كانت حملة أوني على فلسطين في عهد الملك  بيبي الأول آخر ما يعرف عن فلسطين في الدولة القديمة. ولا تتحدث  الوثائق من عهد الملك بيبي الثاني عن فلسطين. ولكن يفترض أن المناوشات استمرت. فقد عثر على مخلفات عليها اسم بيبي الثاني في جبيل. ولكن لم يعثر على أي عمليات المصريين في المواقع الأثرية الفلسطينية. ولعل سبب ذلك أن منطقة لبنان هي التي صارت تغذي مصر واحتياجاتها من الخشب والراتنج.

ب- العصر المتوسط الأول: منذ نهاية الدولة القديمة (2263 ق.م. تقريباً) دخلت مصر في فترة انحلال تسمى “العصر المتوسط الأول” وتشمل عهود الأسر من الأسرة السابعة إلى الأسرة العاشرة، وقد استمرت حوالي 190 سنة.

انتهز الآسيويون فترة التمزق هذه فاندفعوا إلى شرقي الدلتا بماشيتهم وأقام بعضهم فيها. وبدأ في هذه الفترة تكوين مستعمرات مصرية في شمال شرقي الدلتا لتخليص البلاد من هؤلاء البدو الآسيوين وتقوية الحدود. وقد حفظت تعاليم أخيتوي الثالث لوالده مري كارع عادات هؤلاء الرحل في هذه الفترة. ولكنها لا تقدم صورة صحيحة عن الحياة في سورية وفلسطين. فهي تصف نوعاً من قطاع الطرق الذين كانوا يهددون حياة أهل الدلتا، وهذا لا ينطبق على عامة السكان أصحاب المنطقة الذين أبدوا ضروب الكرم والشهامة حين استقبلوا سنوهي* وأكرموه فطابت له الإقامة فيها ردحاً من الزمن.

استطاع منتوحتب الثاني توحيد مصر فتكونت الأسرة الحادية عشرة (من 2160 – 2000 ق.م. تقريباً) ونشطت السياسة الآسيوية. فهناك إشارات إلى حملات عسكرية على شعوب الشرقي منها حملته على “أرض زاهي”، أي سورية وفلسطين. وبعد وفاة منتوحتب الثاني بخمس عشرة سنة تحطمت الوحدة المصرية لمدة وجيزة وهاجم البدو الرحل شرقي الدلتا كما تقول نبوءات نفرتي.

ج- ملوك الأسرة الثانية عشرة: لم يمنع أمنمحات الأول (من 2000 – 1970 ق.م. تقريبا) مؤسس الأسرة الثانية عشرة الرعاة الآسيويين من شرق الدلتا،وسمح لهم بالتزود بالمياه لمواشيهم.

وتعود إلى هذه الفترة حملة القائد نسومونت على الآسيويين، وحملة سنومرة الثالث (1887 – 1850 ق.م. تقريباً) الذي “وصل إلى بلد أجنبي كان اسمه سكم (بلاطة) في المرتفعات الغربية للأردن.

وفيما عدا هاتين الحملتين اللتين لا تعرف أسابهما لا يرد ذكر لعمليات حربية قام بها المصريون في هذا العهد. ولم يمثل الفراعنة وهم يضربون “عدوا آسيوياً” كما جرت العادة في الدولة القديمة. وتدل قصة سنوهي (سنوحي) الذي عاش في فلسطين على طبيعة العلاقات السلمية التي سادت بين مصر وفلسطين.

وازداد في هذا العهد النشاط الدبلوماسي فكثر مبعوثو الفراعنة ورسلهم إلى فلسطين وما وراءها. وقد عثر على الوثائق الدالة على ذلك في تل العمارنة* ومدينة ماري، وأشارت قصة سنوهي إلى اهتمام الأمراء الآسيويين بمراسلة ملوك مصر، وأن الملك استقبل الفلسطينيين في قصره. وكان من عادته أن يرسل إليهم هدايا ثمينة. وتقدم “نصوص اللعنة Execration Texts” قوائم طويلة للبلاد الآسيوية وأمرائها من فينيقية في الشمال حتى جلعاد في الداخل ومنطقة دمشق. وتدل على انه كان لدى سكرتارية ملك مصر معلومات واسعة عن تلك المنطقة، وحتى التحركات الخاصة بصغار الأمراء كانت تسجل في دار المحفوظات المصرية. وأماطت هذه النصوص (نصوص اللعنة) اللثام عن استمرار العلاقات والتحرك المنتظم بين مصر وسورية وفلسطين، وعن وجود الآسيويين في مصر.

وفي مقابر بني حسن المؤرخة من عهد أمنمحات الأول وسنوسرة الأول مناظر حياة عسكرية تبين وجود محاربين من الشرق بين المصريين.

واستوردت مصر في عهد الدولة الوسطى من فلسطين الماشية وبعض المنتجات الآسيوية. وقد سبقت الإشارة إلى أعمال التعدين التي قام بها المصريون في سيناء. وبدأ الاستخدام الواسع للبرونز واللازورد الآسيوي في مصر أثناء الدولة الوسطى. وتبين نصوص معبد سوسرة الأول والكنوز التي عثر عليها فيه الثروات التي كانت تضمها فلسطين وسورية، وما كانت تقدمه إلى ملوك الأسرة الثانية عشرة منها.

وعثر من ناحية أخرى في كل من سورية وفلسطين على آثار مصرية بعضها مرفق بنصوص. ولم تكن هذه الآثار نتيجة الحروب أو البعثات الدبلوماسية وبعثات التعدين فحسب بل نتيجة زيارات شخصية أيضاً. فعند وفاة أمنمحات الأول فر سنوهي لأسباب سياسية إلى سورية ولم يعد إلا في نهاية عهد ولده سنوسرة الأول. وثبت وجود مقابر ومنزل واحد في جزر بفلسطين ترجع بتاريخها إلى الدولة الوسطى، وكانت ملكاً لمصريين.

وللمقتنيات المصرية التي وجدت في فلسطين في الدولة الوسطى كثيرة. فقد عثر على التماثيل والأختام المصرية في مجدو وتل العجول (جنوب غزة )، وجزر وأريحا* وتل يما (غرب بحيرة طبرية*) وتل الدوير* وبلاطة* (شرق نابلس*) وبيسان*. ولا تتوافر النصوص التي تعطل وجود المصريين وآثارهم في فلسطين أيام الأسرة الثانية عشرة،ولهذا تضاربت آراء المؤرخين فأعاد بعضهم ذلك الوجود إلى استعمار سياسي في حين رآها آخرون نتيجة للعلاقات االدبلوماسية والتجارية.

ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فالذي لا يرقى إليه الشك أنه كانت للمصريين بفلسطين صلات قوية في أيام الأسرة الثانية عشرة، وأن اللغة المصرية والديانة المصرية والزخرفة المصرية وجدت سبيلها إلى فلسطين.

وقد مثلت الوثائق المصرية الأثرية من هذا العهد ضرر الآسيويين رجالاً ونساء بزينتهم وملابسهم وأسلحتهم وأدواتهم المختلفة.

وتحدثت قصة سنوهي عن طبيعة وأحوال الحياة في “رتنو” العليا حيث لجأ فترة من الزمن (وليس من شك في أنه أقام في جنوب فلسطين)، ووصفت المحاصيل الزراعية والطعام. ولم يرد اسم مدينة أو قرية في الحديث عن الرتنو، ولكن ذكرت المضارب أو الخيام، مما يدل على أن سكان المنطقة كانوا رحلاً أو شبه رحل يقيمون في بعض المناطق شبه الزراعية.

وفي قصة سنوهي عبارة تشير إلى وجود اتجاهات عسكرية. وتوحيب حملة سنوسرة الثالثة على شكيم بأن هذه المدينة كانت مركزاً لإمارة قامت بدور قيادي في إقليمها، وأن الامارات الصغيرة شكلت اتحادات كان على رأسها أقوى الأعضاء. وقد وجد ما يدل على هذا النظام في دار المحفوظات بماري.

قسم جنوب سورية وفلسطين سياسياً إلى الكثير من الوحدات كما يتضح من نصوص اللعنة. ولأول مرة في التاريخ ذكرت مدينة القدس* “أورشليم “. وهذا التعدد يعطي بلا شك فكرة عن التمزق الموجود في المنطقة، ويدل على الطابع القبلي لهذه التنظيمات.

د- فلسطين في عهد الأسرة الثامنة عشرة: قام حكام مصر في هذه الفترة بتوسيع سلطاتهم على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وقد طارد أحموس الأول (1590-1558 ق.م.) الهكسوس إلى جنوب فلسطين، ويبدو أنه استولى على شاروحين. ثم تابع أمنحتب الأول (1558-1530 ق.م.) عمل أحموس فتقدم في آسيا. ونشط ملوك مصر، ولا سيما تحتمس الثالث* (1504- 1450 ق.م.)، في هذا الميدان. وقد سجلت الوثائق أخبارا مفصلة عن حملة تحتمس الثالث عام 1482 ق.م. على فلسطين، وما دار في موقعة تل المتسلم (مجدو)، وكيف استطاعت مصر أن تخمد ثورات الممالك الفلسطينية والسورية وتحتفظ بسلطتها القوية طوال القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

وفي بداية القرن الرابع عشر ضغط الحثيون* من الشمال، وثارت المدن العمورية، وأحدثت جماعات الخابيرو* القلاقل في فلسطين، فضعفت سلطة مصر ولم ترجع إلا في عهد الفرعون سيتي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة التالية.

وتعتمد معرفة تاريخ هذه المرحلة التي تم فيها لمصر احتلال المدن الفلسطينية على الفخار (فخار العصر البرونزي المتآخر) بالدرجة الأولى (رَ: العصور القديمة).

فقد عثر في فخار مجدو وتعنك وشكيم وبيسان وتل الفارعة وتل أبو حوام وتل الدوير على وثائق تعود إلى عهد هذه الأسرة وتضم لوحات وثائق تحمل الطابع المصري، ومنا لوحة للاله “ميكال الآسيوي عثر عليها في بيسان، وتمثال من البرونز للاله رشف* عثر عليه في تل الدوير. ويمكن الاستدلال من هذه الآثار على أن هذه المدن، كتل الدوير، ويمكن الاستغلال من هذه الآثار على أن هذه المدن، كتل الدوير، كانت تحت الإدارة المصرية، وأن العبادتين الكنعانية والمصرية قد تداخلتا نوعا ما (رَ: آثار العصور القديمة).

وتدل دراسة آثار المواقع الفلسطينية المختلفة على أن الدمار قد لحق بهذه المواقع والمدن بنتيجة الحروب بين الهكسوس المتراجعين والجيوش المصرية المتقدمة، وأن الخراب أصابها فهجرت زمناً. ثم بدأت تعود إلى سابق عهدها بعد غزوات تحتمس الثالث، وأخذت تزدهر في نهاية الأسرة الثامنة عشرة.

هـ- فلسطين في عهد الأسرة التاسعة عشرة : في عهد هذه الأسرة جرت هجرة الإسرائيليين إلى أرض كنعان، وتمت إقامتهم في مصر ثم خروجهم منها وتحركهم إلى سيناء وشرقي وادي عربة* والبحر الميت. والمصادر الوحيدة التي تسجل ذلك كله هي أسفار موسى الخمسة: التكوين، والخروج، والبلاويين، والعدد، والتثنية. وتتناثر بعض المعلومات في نصوص ماري، والنصوص الأكاديمية والحثية، والآثار المصرية، ووثائق نوزي، ورسائل تل العمارنة، وروايات الكتاب الهيلينيين والرومان.

ويصعب تحديد تواريخ تقريبية لهذه الأحداث التي تمت في هذا العهد. فأسفار التوراة نفسها تختلف فيما بينها فيوحي سفر الملوك (الاصحاح السادس) بأن خروج بني إسرائيل من مصر وقع تقريباً عام 1450 ق.م. وينبىء سفر الخروج (الاصحاح الثاني عشر)، أن تحركات بني إسرائيل من فلسطين إلى مصر كانت حوالي عام 1900 ق.م.، ويروي سفر الخروج في الاصحاح الأول أن فرعونياً جديداً ضيق الخناق على الإسرائيليين حتى انهم اضطروا للهجرة من مصر بعد وفاة فرعون الذي صادق يوسف*. أي أن الخروج جرى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

وقد تحدثت الروايات عن أعمال السخرة التي كلف بها الإسرائيليون في أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقالت ان أحد الفراعنة أجبرهم على العمل في بناء مدينة بيشوم ومدينة رمسيس. ولعله كان الفرعون رعمسيس الثاني (1304 – 1327 ق.م. تقريباً) الذي امتاز عهده بالنشاط العمراني. وعلى هذا القول يكون دخول الإسرائيليين مصر حوالي نهاية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويحتمل أن يكون خروجهم قد وقع في النصف الثاني من القرن الثالث عشر.

وحاول بعض الدارسين أن يجدوا أدلة من خارج التوراة* يربطون بها بين تحرك الإسرائيليين وتحركات الشعوب الأخرى في المنطقة، وجعلوا قدوم الإسرائيليين إلى مصر جزءا من غزو الهكسوس الذي حدث عام 1700 ق.م.، ورأوا خروجهم منها متصلاً بطرد الهكسوس من مصر حوالي عام 1570 ق.م. ولكن هذه المجحاولات أخفقت وظلت الآراء تختلف في تحديد تاريخ خروج الإسرائيليين من مصر..

 

المراجع:

 

–  أنيس صايغ: سورية في الأدب المصري القديم، بيروت 1956.

– عبد الحميد أحمد زايد: مصر الخالدة، القاهرة 1966.

–  lbright, W.F.: The Archaeology of Palestine, Philadelphia 1954.

–  Drioton, E., Vandier,J.: L’Egypte, Paris 1962.

–  Eissfeldt.O.: Palestine in the Time of the Nineteenth Dynasty, Cambridge Ancient History,Vol. 11ch.XXVI.Cambridge 1965.

– Gardiner, A.H.: Egypt of the Pharaoh, Oxford 1961.

– Gardiner, A.H..Peet.T.E.and Gerny.I.: The Inscriptions of Sinai, 2vols. London 1952-1955.

– Helck.W.: Die eziehungen Aegyptens zu Vorderasien im 3 und 2. Jahrtausend, Wiesbaden 1962.

– Kenyon.K.M.: Archaeology in the Holy Land, London 1960.

– Kenyon. K.M.: Palestine in the time of the Eighteenth Dynasty. Cambridge Ancient History, Vol.II.part2.Cambridge, 1965.

– Petrie. W.F/: Corpus of Prehistoric Pottery and Palettes, London 1921.

– Posener, G.: Syria and Palestine. Cambridge Ancient History Vol. Ipart2. Cambridge 1962.

– Steindorff.G.and Seele.K.: When Egypt Ruled and East, Chicago 1957.

– Wilson.J.A.: The Burden of Egypt, Chicago 1951.

admin

Share
Published by
admin

Recent Posts

ميعار (قرية)

تقع قرية ميعار في منطقة الجليل* شمالي فلسطين، وتبعد 17 كم عن عكا* من الجهة…

6 سنوات ago

اليونسكو

بدأت خدمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لقضية فلسطين في آب 1950 حين…

7 سنوات ago

الييشوف

كلمة عربية معناها الاستيطان. وتطلق في الكتابات الصهيونية على التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين قبل…

7 سنوات ago

يوم الأرض

يوم الأرض هو يوم الانتفاضة الوطنية العارمة التي تفجرت في 30/3/1976 على شكل اضراب شامل…

7 سنوات ago

يوغسلافيا والقضية الفلسطينية

أ- في مرحلة تقسيم فلسطين :ارتبط موقف يوغسلافيا من القضية الفلسطينية بطبيعة الأوضاع الدولية السائدة…

7 سنوات ago

يوسيفوس فلاويوس (38-100م)

من أبرز المؤرخين اليهود القدماء في فلسطين. ومؤلفاته هي المصدر الرئيس لتاريخ اليهود وحوادث تمردهم…

7 سنوات ago