يرجع تنظيم التعليم في فلسطين إلى قانون التعليم العثماني الصادر سنة 1286هـ/ 1869م. وقد ترسخ نظام التعليم في قانون سنة 1913 الذي وضع لتقوية إشراف الدولة على المدارس. وعلى الرغم من ذلك ظلت غالبية المؤسسات التعليمية في متصرفية القدس بيد الإرساليات الأجنبية بعيداً عن رقابة الدولة.
قسم قانون التعليم العثماني المدارس إلى قسمين: عمومية وخصوصية. وقد وضع نظام المدارس الحكومية العامة حسب النموذج الفرنسي، وكان التعليم مجانياً وإلزامياً (نظرياً)، وكان التعليم الديني أساساً فيه، واللغة التركية لغة التعليم. وأهمل النظام العثماني تعليم البنات على الأغلب.
وقد أدخلت بعد الانقلاب العثماني سنة 1908 تعديلات على القانون شملت المناهج والطرق الإدارية المتبعة. وأدرجت في المناهج بالإضافة إلى تعليم القرآن واللغة التركية والتاريخ مواد مبادىء الصحة والموسيقى والطبيعيات والرياضيات، كما أن لغة التعليم في هذه المدارس تحولت من اللغة التركية إلى اللغة العربية. وكان لهذا التغير أثر في جعل المدارس مراكز لبث الوعي الوطني.
أما الدراسة في المدارس العمومية (الحكومية) فكانت تتكون من أربع مراحل:
1) ابتدائية دنيا (صبيانية) التعليم فيها إجباري مجاني، ويستغرق أربع سنوات (من 7 – 11 للأولاد ومن 6 – 10 للبنات). وكانت كل قرية كبيرة أو مجموعة قرى صغيرة متجاورة تحتوي على مدرسة من هذا النوع.
2) ابتدائية عليا (رشدية). مدة التعليم فيها أربع سنوات، والتعليم فيها أيضاً مجاني. وقد وجدت هذه المدارس في المدن الصغيرة نسبياً.
3) مدارس ثانوية دنيا (إعدادية) مجانية. ومدة التعليم فيها ثلاث سنوات. وكان في فلسطين ثلاث من هذه المدارس في القدس* ونابلس* وعكا.
4)
3)مدارس ثانوية عليا (سلطانية).
–
–
–
–
–
– مدة التعليم فيها ثلاث سنوات، وكان في فلسطين مدرسة واحدة من هذا النوع في القدس. والدراسة في هذه المرحلة ليست مجانية، إلا أن السلطات كانت تقوم بدفع الأقساط عن الطلاب الفقراء.
–
–
– وتضم هذه المرحلة قسماً داخلياً اختيارياً يعيش الطلبة فيه.
–
–
–
–
-وقد وجدت إلى جانب هذه المدراس الحكومية العامة مدارس الإرساليات الأجنبية التي كانت تتفوق على سابقاتها في الجوانب العلمية وفي اهتمامها باللغة العربية بعض الاهتمام. يضاف إلى ذلك بعض المدارس اليهودية التي كانت تديرها هيئات أجنبية كالأليانس* وتعلم أطفال اليهود بلغة بلد المنشأ، ومدارس ابتدائية في المستعمرات الصهيونية تابعة لجمعية الاستعمار اليهودي*، وتعلم بالعبرية. وقد كونت هذه المدارس الأخيرة نواة شبكة المدارس العبرية العامة التي ستظهر فيما بعد.
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
-تطرق القانون إلى التعليم في المدارس الخصوصية، سواء أكانت وطنية تشرف عليها هيئة أو جماعة محلية أم أجنبية تشرف عليها مصالح أجنبية. وقد ألزم قانون التعليم المدارس الخصوصية التقيد ببرامج التعليم المتبعة في المدارس الحكومية العمومية فيما يتعلق بالمناهج التربوية ومقتضيات تأهيل المعلمين.
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
-وعهد القانون إلى مجلس عال مسؤولية مراقبة التعليم في أنحاء الدولة بشكل عام. أما المسؤولية المحلية فقد أحيلت إلى مجلس إقليمي مدني يتكون من أعيان المنطقة، ويقوم بمراقبة المناهج، ومؤهلات المعلمين، وميزانية المدارس، وعد الامتحانات العامة، ومنح الشهادات.
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
أ- نظام التعليم أيام الإدار العسكرية البريطانية (1917-1920): أهمل وضع المدارس الحكومية نتيجة هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، وأغلق معظم المدارس الخاصة المحلية والأجنبية أبوابه، ولا سيما المدارس التي يملكها رعايا دول معادية لبريطانيا كألمانيا والنمسا.
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
-وقد اشتدت الحاجة إلى إعادة الخدمات التعليمية بعد احتلال القدس خاصة في نهاية عام 1917، فوافقت السلطات العسكرية البريطانية على إعادة فتح المدارس الخاصة المحلية والأجنبية عدا تلك التي يملكها رعايا الدول المعادية.
–
-تولت سلطات الاحتلال البريطاني مسؤولية التعليم وخلفت في ذلك الحكم التركي وورثت عنه ما كان موجوداً من مدارس وأجهزة ونظام. وقد تركت معظم ما كان موجوداً على حاله التي كان عليها قبل الحرب. وكان أبرز ما أحدثته من تغييرات إحلال اللغة العربية على اللغة التركية في المدارس الحكومية، وإدخال الإنكليزية في مرحلة معينة من مدارس المدن، وفتح كليتين للتدريب: واحدة للمعلمين وأخرى للمعلمات، لإيجاد ملاكات (كوادر) من المعلمين والمعلمات قادرة على التعليم باللغة العربية. وقد بدأت آلية التعليم أيام الإدارة العسكرية بجهاز إداري صغير مسؤول عن إعادة بناء التعليم، وتنظيم ما ورثته عن الأتراك وتحسينه، وتكييفه والظروف الجديدة. وكانت نواة ذلك مدارس الحكومة في المدن، مع عدد من مدارس القرى، ومعظم المدارس الخاصة. وقد بلغت موازنة التعليم في العام الدراسي 1919/ 1920 مبلغ 53.000 جنيه.
-وأبرز ما تميز به جهاز الإدارة في هذه المرحلة أنه كان كثير التغيير، فقد تناقل مسؤولية التعليم خلال هذا الزمن القصير ثلاثة مسؤوليين كان أولهم الماجور وليامز الخبير في شؤون الخدمة المدنية في الهند، ثم الماجور تادمان المنتدب من وزارة التعليم المصرية، وأخيراً مساعدة ليغ.
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
– ب- نظام التعليم أيام الإدارة المدنية للانتداب البريطاني (1920 – 1947): نصت المادة الخامسة عشرة من صك الانتداب على: “ألا تحرم أي طائفة كانت من حق صيانة مدارسها الخاصة لتعليم أبنائها بلغتها الخاصة، وألا ينتقص من هذا الحق ما دام ذلك مطابقاً لشروط التعليم العمومية التي قد تفرضها الإدارة”. وكان لهذه المادة أثرها الكبير في صياغة السياسة التعليمية في فلسطين سنة 1920 إلى جانب الواقع المفروض الموروث من قبل. وقد تأكدت غاية المادة 15 من صك الانتداب في المادة 22 التي قضت بأن تكون اللغة العربية والعبرية، كالإنكليزية، لغتين رسميتين. وعندما حلت الإدارة البريطانية المدنية محل الإدارة العسكرية وجدت أمامها نوعين من المدارس:
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
1) المدارس الحكومية العامة: وقد كانت مفتوحة – نظرياً – لجميع الأطفال. لكن كون اللغة العربية هي لغة التعليم فيها جعل هذه المدارس مقصورة على الأطفال العرب. في حين أخذت تنتشر بالمقابل شبكة من المدارس اليهودية العامة التي تتلقى من سلطات الحكم معونات سنوية، لكن الذي يديرها هو المجلس العام للجماعة اليهودية في فلسطين (فعاد ليومي Vaad Leumi
-(.
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
–
هكذا انقسم نظام المدارس العامة إلى قسمين: مدارس عربية عمومية، ومدارس عبرية عمومية.
2) المدارس الخاصة: ومنها مدارس عربية محلية تنشئها الهيئات أو يقوم بتأسيسها الأفراد. وهي على الغالب ابتدائية محدودة ضعيفة. ومنها مدارس أجنبية، أو ما كان يسمى “مدارس مختلطة” لأنها كانت تجمع مزيجاً من العرب واليهود، وإن كانت نسبة اليهود ضئيلة. وكانت هذه المدارس ذات مستوى تعليمي عال، وتضم في الغالب صفوفاً ثانوية.
وتعد المدارس اليهودية كلها مدارس خاصة، سواء أكانت مدارس عمومية أم مدارس مزراحية لليهود الشرقيين، أو مدارس اتحاد العمال اليهود المهنية، لأن إشراف دائرة المعارف عليها كان إشرافاً بسيطاً يكاد يكون معدوماً.
ج- دائرة المعارف الفلسطينية: ولدت دائرة المعارف الفلسطينية فعلاً في خريف 1920 في القدس. وقد تولى رئاستها مدير جديد مع بداية الحكم المدني.
كانت مهمة الدائرة: “الإشراف – بالدرجة الأولى – على التعليم بوجه عام، وتقديم المشورة إلى السلطات الحكومية المركزية والمناطق الإدارية، وتفتيش التعليم الحكومي وغير الحكومي، وتوزيع المساعدات والمنح، وجمع المعلومات الإحصائية ومقارنتها، والإشراف على الامتحانات وتوجيهها وإدارتها. وهي أيضاً تدير وتمول، عن طريق سندات الحكومة العامة، مدارس النظام العربي العام المعروفة بمدارس الحكومة، وتوظف المعلمين. وهي أخيراً تشرف، بالتفتيش وغيره، على نظام المدارس اليهودي العام، وتخصص له مساعدات ومنحاً من الإيرادات العامة”.
وقد تم تنظيم شؤون التعليم، وتحديد سلطات دائرة المعارف وتفسير مختلف الاصطلاحات، وتصنيف المدارس وتسجيلها وشروطها الصحية، وتعيين المديرين، وتفتيش المدارس، وتسجيل المعلمين والترخيص لهم، والمخالفات والعقوبات وإغلاق المدارس، وإنشاء هيئات المعارف المحلية في مناطق البلديات، غير ذلك من الأحكام المتفرقة، تم في قانون المعارف الذي صدر في 2/1/1933.
1) الجهاز التنفيذي المركزي: يقف على رأس دائرة المعارف في القدس مدير ونائب بريطانيان يتبعهما موظفون مساعدون.
(1) المدير: مسؤول بريطاني يجمع السلطات بمركزية شديدة . فهو المشرع، ووزير التعليم، وسلطة التعليم المحلية، أي أنه كل شيء. فهو الذي يسير سياسة التعليم، ويعين ويفصل المدرسين. ويوجه المناهج الدراسية، ويقول الكلمة الأخيرة في جميع الأمور الفنية الاختصاصية.
(2) نائب المدير: بريطاني كان الواسطة التي تنتقل عبرها أوامر المدير وتعليماته.
(3) المدير المساعد: كان تعيين جورج أنطونيوس* في أوائل سنة 1921 مديراً مساعداً بداية إشراك العنصر العربي في إدارة التعليم. لكن هذه المشاركة العربية في السياسة التعليمية والإدارة على المستوى العالي انتهت باستقالة أنطونيوس في أوائل الثلاثينات. فحل محله مدير مساعد بريطاني، فأصبحت السلطة التنفيذية العليا في دائرة المعارف بريطانية صرفاً: المدير، فنائب المدير، والمدير المساعد.
وقد استمر هذا الوضع حتى أواخر الثلاثينات تقريباً عندما أعاد البريطانيون التمثيل العربي إلى دائرة المعارف وسط ثورة 1936-1939* استرضاء للعرب، فعينوا مديرين مساعدين عربيين تابعين لنائب المدير البريطاني، أحدهما للشؤون الإدارية، والآخر للشؤون العلمية الفنية.
تبع تعيين المساعدين العربيين تعيين مساعد يهودي، ومدير مساعد بريطاني للتعليم الفني، ومديرة مساعدة بريطانية لتعليم البنات في الأربعينات، فأصبح عدد المديرين المساعدين خمسة كانوا مسؤوليين أمام نائب المدير البريطاني، ومن خلاله أمام المدير. وقد ضمت الدائرة المركزية في السنة الأخيرة في عهد الانتداب سبعة موظفين كباراً بدرجة مدير مساعد، أربعة بريطانيين، وعربيين، وواحدا يهودياً.
2) جهاز التفتيش: كان جهاز التفتيش سنة 1920 ناشئاً لا يتعدى مفتشين مركزيين، وأربعة من مفتشي المناطق. ثم زاد عدد مفتشي المركز وتشعبت مهامهم.
وقد أشرف على جهاز التفتيش خلال السنوات القليلة الأولى من عمره جورج أنطونيوس المدير المساعد العربي. ثم تولى الإشراف عليه مدير مساعد بريطاني. وعاد أواخر الثلاثينات إلى الإشراف العربي.
ويضم جهاز التفتيش نوعين من المفتشين: مفتشين مركزيين ومفتشي مناطق:
(1) المفتشون المركزيون: هم أصحاب الاختصاص والمهام المحددة الموجودون في الدائرة المركزية في القدس. وقد كان لتعيين مديرين عربيين مساعدين (إداري وفني) أواخر الثلاثينات أثره في انقسام التفتيش المركزي إلى تفتيش إداري محض يتولاه مفتشون مختصون في الأمور الإدارية، وتفتيش فني اختصاصي يتولاه مفتشون مختصون في أنواع العلوم المختلفة، يقومون بزيارة المدارس، ويفتشون المعلمين التابعين لاختصاصهم، ويكتبون التقارير للمدير العام، ويقدمون – أحياناً – المشورة في قضايا المناهج والكتب المدرسية والامتحانات. وقد يجمع بعض المفتشين المركزين التفتيش الإداري والتفتيش الفني، ويوزعون أوقاتهم بين الدائرة المركزية وزيارات المدارس في مختلف المناطق. وقد بلغ عدد المفتشين المركزيين في آخر سنة دراسية في عهد الانتداب 30 مفتشاً بينهم 31 عربيا و6يهود و3 بريطانيين.
ينقسم التفتيش المركزي الفني إلى عدة أقسام:
– قسم تعليم البنات: وقد أوجدته الإدارة العسكرية البريطانية سنة 1918، وتولت الإشراف عليه في البداية مفتشة بريطانية جمعت مسؤولية التفتيش والاستشارة إلى مسؤولية إدارة كلية تدريب البنات (المعلمات). ثم فصلت الإدارة عن التفتيش في أواخر الثلاثينات، وتولت المهمتين بريطانيتان. وقد عينت خلال الأربعينات مديرة إنكليزية مساعدة مسؤولة عن تعليم البنات إلى جانب المفتشة الفنية.
– قسم تعليم العربية والدين: كانت الحاجة ماسة إلى هذا القسم بسبب إحلال اللغة العربية في التعليم محل التركية. وكان البريطانيون يسعون، من أجل غاياتهم السياسية، ليؤكدوا للسكان أن الإدارة البريطانية لم تهمل الأساس الديني والأخلاقي للتعليم.
– التعليم الزراعي: كان إدخال التعليم الزراعي شيئاً جديداً في عهد الانتداب، وقد توسع القسم وغدا مؤلفاً من ثلاثة مفتشين مشرفين على التعليم الزراعي، وجميعهم عرب. وكان رئيسهم مسؤولاً أحياناً عن تدريب المعلمين الريفيين.
– التعليم الفني (المهني): جاء متأخراً سنة 1930، وأشرف عليه بريطاني. ولم يكن التعليم الفني مستقلاً في مدارس خاصة به، بل كان تدريباً يدوياً يعلم في المدارس العامة للبنين. وقد ارتقى منصب المشرف على التعليم الفني إلى مرتبة مدير مساعد خلال الأربعينات. وكانت هناك مدرسة تجارية واحدة فقط في أواخر الانتداب.
– قسم اللغة الإنكليزية: وهي اللغة الأجنبية الوحيدة في مدارس الحكومة، ولها أهميتها الثقافية والاجتماعية الخاصة. وقد تولى تفتيش اللغة الإنكليزية وتدريب معليمها العرب بريطانيون من كبار موظفي دائرة المعارف. وظل هذا التفتيش وقفاً على البريطانيين. لكن عين في السنوات الأخيرة القليلة من عهد الانتداب مفتش عربي مساعد للمرحلة الابتدائية.
– قسم الاجتماعيات: التاريخ مادة هامة سياسياً واجتماعياً، وكان أمر تدريسها موضوعاً من مواضيع النزاع بين الدائرة والمجتمع العربي. وقد تولى تفتيش هذه المادة بريطانيون، ثم رفع عربي إلى منصب مفتش مركزي أو مسؤول عن الاجتماعيات.
– التعليم اليهودي: عين في سنة 1929 أول مفتش يهودي في دائرة المعارف المركزية لكتابة التقارير عن المدارس اليهودية المستقلة. ثم أخذ عدد المفتشين اليهود يتكاثر في الدائرة حتى وصل إلى ستة مفتشين في آخر سنوات الانتداب. وكان قد عين في سنة 1944 مدير مساعد يهودي.
(2) مفتشو المناطق: كانت فلسطين أيام الانتداب البريطاني تقسم إلى أربع مناطق تعليمية هي:
– منطقة القدس: وتضم القدس والخليل* ورام الله* وبيت لحم* وأريحا* ومركزها القدس.
– المنطقة الجنوبية: وتضم غزة* ويافا* والرملة* وبئر السبع* ومركزها يافا.
– منطقة السامرة: تتألف من أقضية نابلس وجنين* وطولكرم*، ومركزها نابلس.
– منطقة الجليل: وتشمل حيفا* وعكا والناصرة* وطبرية* وبيسان* وصفد، ومركزها حيفا.
وكان لكل منطقة تعليمية مفتش منطقة هو – نظرياً وعملياً، مدير محلي للمعارف في الغالب. فهو يجمع مهمتي الإدارة والتفتيش، ويتبع لإشراف مدير دائرة المعارف. وكان مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن جميع مدارس الحكومة في منطقته، ومسؤولاً عن جهاز الموظفين، وتزويد الكتب، والنظام، وشؤون الطلاب. وكان على اتصال بالسلطات الحكومية الأخرى في المنطقة. وهو في منطقته المحور المركزي لكل نشاط تعليمي محلي تعتمد المنطقة على قيادته في كل ما يتعلق بمشاريع تطوير المدارس.
ويقوم مفتش المنطقة، إلى جانب تلك المهمة الإدارية، بالتفتيش الفني على المعلمين، ويقدم التقارير إلى المدير العام. كذلك يفتش المدارس الخاصة التي تتلقى منحا من الدولة، أو تطلبها، ويقدم عنها تقاريره.
وقد دفعت المهام الإدارية الكثيرة مفتشي المناطق إلى تخصيص معظم جهودهم للجوانب الإدارية على حساب الجوانب الفنية. وقد كان إلى جانبهم مفتشون مساعدون مسؤولون عن تفتيش مدارس القرى.
3) الجهاز الإداري: تضم دائرة المعارف المركزية في القدس مجموعة من المكاتب والأقسام تتولى الأعمال الإدارية المكتبية. وكان رئيس هذا الجهاز موظفاً عربياً خلال السنوات العشر الأولى من تأسيس الدائرة، ثم آلت رئاسة الجهاز الإداري إلى موظف بريطاني بقية سنوات الانتداب.
وقد ضمت الدائرة المركزية سبعة أقسام إدارية هي: قسم التسجيل، وقسم الحسابات، وقسم المستودعات والمخازن (كتب، وأثاث مدرسي…)، والمكتبة، وقسم الترجمة، وقسم الإحصاء، وقسم الآلة الكاتبة (باللغات الرسمية الثلاث آنئذ).
يتبين مما مضى الهيكل العام لإدارة التعليم في فلسطين أيام الانتداب. وقد كان هذا الهيكل، رغم تماسكه الظاهري، ضعيفاً كثير العيوب. وأول هذه العيوب وأبرزها يرجع إلى وجود الانتداب وغايته. فقد كانت نصوص عهد الانتداب التي وضعت لخدمة الصهيونية وأهدافها مسؤولة عن الفوضى الإدارية التعليمية، وعن ازدواجية التعليم في فلسطين أيام الانتداب. وكانت إدارة المعارف “البريطانية” محابية ففي حين كانت تدير التعليم العربي إدارة مباشرة صارمة كان نظام التعليم العبري مستقلاً بنفسه إلى درجة كبيرة، ولم تكن سلطة إدارة المعارف عليه تتعدى “شروط التعليم العمومية”.
كانت ميزانية التعليم من جهة أخرى قليلة جداً لا تسد حاجة العرب إلى تعليم أولادهم ولا تتيح فرص التعليم للكثير من أطفالهم. ولم تتعد موازنة التعليم في أولى السنوات الدراسية أيام الادارة المدنية (1920/1921 ) مبلغ 78.000 جنيه. وكانت نسبة ما ينفق على التعليم قليلة جداً بالقياس إلى مجموع النفقات الأخرى، ولا سيما نفقات الأمن العام. بل أن معدلها السنوي أخذ بالهبوط منذ العام الدراسي 1934/ 1935 كما يدل الجدول المرفق:
|
| 1931 | 32/1933 | 33/1934 | 34/1935 | 35/1936 | 36/1937 |
| جنيه | جنيه | جنيه | جنيه | جنيه | جنيه | |
| مجموع المصروفات | 2.374.467 | 2.516.394 | 2.704.856 | 3.230.010 | 4.236.202 | 6.099.997 |
| البوليس والسجون | 469.516 | 475.042 | 486.605 | 506.712 | 527.467 | 744.455 |
| الأشغال العامة | 334.353 | 317.451 | 373.224 | 540.697 | 991.824 | 1.105.793 |
| دائرة الصحة | 105.918 | 111.052 | 135.838 | 166.311 | 194.632 | 204.356 |
|
| 146.988 | 159.520 | 179.635 | 201.498 | 221.087 | 243.265 |
| النسبة المئوية لما ينفق على المعارف | 6.19% | 6.34% | 6.64% | 6.24% | 5.22% | 3.99% |
وإلى جانب هذه العيوب العامة كان هناك خلل في بنية دائرة المعارف ذاتها. فقد كان يدير مدير الدائرة البريطاني يمثل قمة الرئاسة الأوتوقراطية المركزية. وقد حاولت سلطات الانتداب التخفيف من ذلك فعهدت في سنة 1947 إلى مفتش عربي مركزي أول بكثير من المسؤوليات. لكن لم تظهر نتائج التجربة، فسرعان ما أعلن انتهاء الانتداب.
أما المجموعة التي كان يترأسها هذا المدير الحريص على تنفيذ التعليمات والأوامر فهي مجموعة أفراد غير متنافسين أو متعاونين.وقد كان الصدام دائماً بين الشخصيات العربية والبريطانية في دائرة المعارف المركزية، ولا سيما في جهاز التفتيش. يضاف إلى ذلك أن أجهزة الدائرة كانت تفتقر إلى المختصين. فهي إلى نقصان بعض الخدمات الثانوية الهامة لم تضم إليها خبيراً في علم النفس مؤهلاً لتقديم النصح والمشورة في المناهج وقواعد الامتحانات وغير ذلك. كذلك افتقرت الدائرة إلى خبراء في الإحصاء. وكان الذين يقومون بكتابة الجداول الإحصائية أفراداً غير متخصصين يكتفون بسرد الأرقام دون تحليل واستخلاص نتائج. وكانت الدائرة فقيرة في حقل النشاط العلمي لم تطبع شيئاً من الدراسات سوى ما كان يشارك فيه بعض موظفيها من تحرير مواد في مجلة كلية المعلمين.
د. مراحل الدراسة: كانت الدراسة زمن الانتداب البريطاني تبدأ في صف بستان الأطفال ومدته سنة واحدة. ثم تتدرج إلى المرحلة الابتدائية ومدتها سبع سنوات، ثم الثانوية ومدتها أربع سنوات. وكان عدد الطلبة الذين يتممون المراحل الدراسية جميعها صغيراً جداً. وبعد إنهاء المرحلة الثانوية يلتحق بعض الطلاب بأحد المعاهد العالية، وهي اثنان للبنين واثنان للبنات. أما معهدا البنين فهما: الكلية العربية* والمدرسة الرشيدية*. ومعهدا البنات هما: كلية المعلمات في القدس، ومركز تدريب المعلمات الريفي في رام الله.
أشرقت دائرة المعارف أيضاً على معاهد مهنية مختلفة كمدرسة خضوري الزراعية التي يلتحق بها الطلبة عند إنهاء الصف الثاني الثانوي، ومدرسة حيفا الصناعية التي يلتحق بها الطلاب بعد إنهاء المرحلة الابتدائية. وكانت دائرة المعارف، بالإضافة إلى ذلك، تشرف في أواخر عهد الانتداب على معهد الحقوق في القدس، ومدة الدراسة فيه خمس سنوات، ويلتحق الطلاب به بعد إنهاء المرحلة الثانوية.
كان القسم الأكبر من الطلبة العرب في مدارس الحكومة من تلاميذ المرحلة الابتدائية. ففي السنة الدراسية 1945/1946 بلغ عدد الطلاب العرب في المدارس الحكومية 82.775 طالباً منهم 80.901 في المدارس الابتدائية، أي أن نسبتهم 97.8% من المجموع. وسبب ذلك أنه لم يكن في فلسطين زمن الانتداب البريطاني إلا ثلاث مدارس ثانوية كاملة للطلاب، وهي الكلية العربية، والمدرسة الرشيدية في القدس، والمدرسة العامرية في يافا. وقد أصبحت هذه الأخيرة ثانوية كاملة سنة 1946. وإلى جانب ذلك ثلاث عشرة مدرسة حكومية ثانوية غير كاملة تصل فقط إلى الصف الثاني الثانوي، منها عشر للذكور. وكانت إمكانية إتمام المرحلة الثانوية بين البنات معدومة تقريباً، فلم يكن في فلسطين إلا ثلاث مدارس لتعليم البنات حتى مستوى الصف الثاني الثانوي في القدس ويافا ونابلس.
1) المدارس الابتدائية الحكومية: كانت مدة الدراسة في المدارس الابتدائية سبع سنوات تقسم إلى مرحلتين: خمس أولى، ثم سنتين أخيرتين. وكانت الدائرة المعارف تدعي كاذبة أنها تسعى إلى إزالة الأمية بين الفلسطينيين العرب عن طريق فتح أكبر عدد ممكن من المدارس الابتدائية الدنيا. لكن الميزانية التي أعدت لذلك جعلت الأمر مستحيلاً. إذ لم يكن هناك صفوف كافية لاستيعاب جميع الأطفال الذين يبلغون مرحلة الدراسة الابتدائية. وفي سنة 1946 بلغت نسبة التلاميذ الذين تمكنوا من الالتحاق بالنسبة الإبتدائية الأولى 60%.
أما إمكانية الدراسة في السنتين الأخيرتين الابتدائيتين فكانت قليلة. وقد بلغ عدد المدارس الابتدائية القروية في فلسطين سنة 1946 نحو 374 مدرسة منها 114 مدرسة فقط ضمت هذين الصفين الأخيرين من التعليم الابتدائي. وكانت مناهج التعليم في المدارس الابتدائية تقصد إلى إزالة الأمية عن طريق الإلمام بأصول اللغة العربية والحساب والصحة والتاريخ والجغرافية والتدريب العملي والتربية البدنية واللغة الإنكليزية.
أما منهاج اللغة العربية فكان يتدرج من المحادثة والقراءة إلى الكتابة، ثم دراسة القواعد والإنشاء والشعر. وقررت بالإضافة إلى كتب المقررة كتب إضافية، ولا سيما في القراءة، لتنمية المقدرة على الفهم والاستيعاب السريع. أما اللغة الإنكليزية فتبدأ في السنة الرابعة. وكان منهاج دراستها يتضمن المحادثة، فالقراءة، ولهذا كان المتخرج من المدارس الحكومية يقرأ اللغة الإنكليزية ويكتبها بمهارة تزيد كثيراً عن تمكنه من تكلمها.
وكانت دراسة الحساب تتدرج من الدراسة الشفوية إلى الكتابة. ومن البسيط إلى المعقد، ومن المبادىء الأساسية الأربعة (الجمع والطرح والضرب والقسمة) إلى دراسة الكسور والنسبة المئوية. وقد تضمن المنهاج في السنتين الأخيرتين الابتدائيتين أصول الجبر والهندسة والمثلثات.
أما دراسة العلوم فتبدأ في السنة الثانية. والقصد منها لفت نظر الطلاب إلى البيئة ومحتوياتها الطبيعية وإنماء قوة الملاحظة والتفكير عندهم. وكان المنهاج يقتضي الإلمام بالبيئة المحلية وما فيها من حيوانات ونباتات ومعادن وصناعات. وقد خصصت السنتان الأخيرتان لدراسة مبادىء الصحة والجسم الإنساني.
وكانت مادتا التاريخ والجغرافية موحدتين، ويتعلق منهاجاهما بجغرافية تاريخ فلسطين بخاصة، والبلاد العربية بعامة. وكانت مادة الديانة الإسلامية إجبارية، ويتضمن منهجها دراسة حياة الرسول عليه السلام، ثم مبادىء الديانة. وقد سمح للطلاب المسيحيين بدراسة أصول الديانة المسيحية.
أما عدد الحصص الأسبوعية المخصصة لكل مادة فكان كالجدول رقم (1)
| جدول رقم 1 | |||||||
| الموضوع | الصف الأول | الصف الثاني | الصف الثالث | الصف الرابع | الصف الخامس | الصف السادس | الصف السابع |
| اللغة العربية اللغة الإنكليزية الحساب الصحة الديانة التاريخ والجغرافية العلوم الرسم التربية البدنية | 14
–
5 – 5 2
2 2 – | 11
–
5 3 5 2
2 2 – | 12
–
5 3 5 3
2 2 3 | 8
8
5 2 4 4
2 1 1 | 8
8
5 2 4 4
2 1 1 | 8
8
6 2 3 4
2 1 1 | 8
8
6 2 3 4
2 1 1 |
| المجموع | 30 | 30 | 35 | 35 | 35 | 35 | 35 |
2) المدارس الثانوية الحكومية: مدة التعليم الثانوي في المدارس الحكومية أربع سنوات بعد إتمام المرحلة الابتدائية. وكان هناك خمسة معاهد ثانوية: ثلاثة للطلاب واثنان للطالبات. وكان التعليم الثانوي في فلسطين محدوداً، فالمدارس قليلة، وانتقاء العدد الذي يحق له متابعة الدراسة بعد المرحلة الابتدائية عسير، لذلك كان هناك انتقاء آخر بعد اتمام الصف الثاني الثانوي، فلم يكن يتاح المجال للالتحاق بالسنة الثانوية الثالثة في الكلية العربية أو الرشيدية أو دار المعلمات إلا لطالبين أو ثلاثة من كل صف. وقد ضمت هذه المعاهد أقساماً داخلية تمكنها من قبول الطلاب من مختلف أنحاء فلسطين.
أما المناهج في المدراس الثانوية فكانت تعد الطلبة لاجتياز فحص الدراسة الثانوية الفلسطينية (المتريكوليشن Matriculation ) وكانت مدة الحصة الدراسية 45 دقيقة، والحد الأعلى للحصص الأسبوعية 39 حصة. وكان المنهاج مقسماً إلى قسمين: أدبي وعلمي. وقد وزعت الحصص على نحو الجداول رقم (2).
| جدول رقم (2) | ||||||
| الموضوع | الصف الأول الثانوي | الثاني الثانوي | الثالث الثانوي | الرابع الثانوي | ||
| الأدبي | العلمي | الأدبي | العلمي | |||
| الديانة اللغة العربية اللغة الإنكليزية الرياضيات العامة الحساب الهندسة الجبر الرياضيات الإضافية الطبيعيات الكيمياء النبات الحيوان اللغة اللاتينية واليونانية التاريخ الجغرافية الرسم التدريب البدني التدريب اليدوي الاستعداد | 1 7 8 – 2 2 3 – 3 1 1 – – 3 2 1 1 – – | 1 7 8 – 2 2 3 – 3 1 – 1 – 3 2 1 1 – – | 2 5 8 5 – – – – 5 – – – 4 3 3 – – 2 2 | 2 5 8 5 – – – 5 5 3 – – – 3 – – – 2 1 | 2 5 8 4 – – – – 5 – – – 4 4 3 – – 2 2 | 2 5 8 4 – – – 5 5 3 – – – 4 – – – 2 1 |
| المجموع | 35 | 35 | 39 | 39 | 39 | 39 |
وقد كان منهاج المدارس الثانوية يعد الطلاب والطالبات لاجتياز الفحص الثانويب الفلسطيني (متريكوليشن)، ولذا أنشئت تلك المناهج تبعاً لمتطلبات الشهادة الثانوية. وقسمت العملية حسب مقتضيات الشهادة المذكورة لى الأقسام التالية.
(1) اللغات الرئيسة: لغة إنكليزية – أ -، أو لغة عربية – أ -، أو لغة عبرية – أ – (يدل الحرف- أ – على أن اللغة التي يتقدم الطالب للالتحاق فيها هي لغته القومية).
(2) الرياضيات العامة.
(3) التاريخ العام.
(4) اللغات الإضافية: لغة عربية – ب -، أو لغة إنكليزية – ب -، أو لغة عبرية – ب – (يدل الحرف ب على أن اللغة ليست لغة الطالب القومية) أو لغة أرمنية، أو فرنسية، أو ألمانية، أو إيطالية، أولاتينية، أو يونانية.
(5) طبيعيات عامة وطبيعيات خاصة: وكان يدخل ضمن هذه المجموعة الكيمياء، والنبات، والحيوان، والجغرافية، والإدارة المنزلية والتدريب (للبنات)، والتاريخ الإضافي.
(6) الديانة: الإسلامية، والمسيحية، واليهودية.
وكان على الطالب المتقدم للحصول على الشهادة الثانوية أن ينجح في موضوع واحد من الأقسام الخمسة، وفي موضوع سادس مختار من القسمين الرابع والخامس.
3) التعليم المهني والزراعي: كان التعليم المهني في فلسطين محصوراً في مدرسة واحدة هي مدرسة حيفا الصناعية. وقد تم تزويد المدرسة بجميع المعدات والأبنية اللازمة سنة 1936. ولكن الثورة في تلك السنة أدت إلى احتلال الجيش البريطاني بناية المدرسة حتى 1945 حين نقلت المدرسة إلى أبنيتها الخاصة.
كان طلاب المدرسة الصناعية يدفعون رسماً رمزياً قدره 12 جنيها فلسطينياً كل سنة مقابل الدراسة والمسكن والمأكل. وتضمن برنامج الدراسة اللغة العربية والإنكليزية بالإضافة إلى نظريات الصناعة والتجارة والرسم الميكانيكي وأصول التجارة والحدادة وتصليح الآلات والاعتناء بالسيارات. وكانت الدراسة تستغرق ثلاث سنوات، وعلى الطلبة قبل الالتحاق بالمدرسة الصناعية إتمام المرحلة الابتدائية الدراسية.
أما عدد الحصص الأسبوعية فكان 45 حصة خصص منها للمواضيع الصناعية العملية 18 حصة في السنة الأولى و27 حصة في السنة الثانية و33 حصة في السنة الثالثة. وكانت بقية الحصص مخصصة للمواضيع العلمية.
وجاء في تقدير دائرة المعارف الفلسطينية أن ثلث الطلبة الذين تخرجوا من المدرسة اشتغلوا في مصفاة البترول في حيفا، والثلث الآخر في دائرة الأشغال العامة في مدن مختلفة، والتحق الثلث الأخير بوظائف في دائرة المعارف أو في الهيئات الخاصة.
أما التعليم الزراعي فكان مقصوراً على مدرسة خضوري الزراعية في طولكرم التي تشرف عليها دائرة الزراعة الفلسطينية، لكن الإشراف عليها نقل إلى دائرة المعارف سنة 1944. وقد حل بالمدرسة الزراعية ما حل بمدرسة الصناعة في حيفا، إذ احتل الجيش البريطاني أبنيتها طوال سني الثورة والحرب العالمية الثانية.
أتيحت الدراسة في مدرسة خضوري الزراعية للطلبة العرب الذين أتموا السنة الثانية الثانوية. ومدة الدراسة فيها سنتان. غير أن تعديلات أجريت على المنهاج سنة 1945 فزادت سنوات الدراسة سنة ثالثة. وقد خصصت تلك السنة للتدريب على أصول تعليم المنهاج الزراعي في مدارس الحكومة القروية.
وضم منهاج الصف الأول الزراعي دراسة النبات والحيوان والكيمياء وتربية الحيوانات والطيور ومبادىء الزراعة. أما الصف الثاني فكان لدراسة الصناعات الزراعية والتربة وتخصيصها وطرق الري المختلفة. وأعدت السنة الثالثة لتدريب المعلمين الزراعيين وتلقينهم التربة وعلم النفس ووسائل تعليم الزراعة ومناهجها، خصوصاً في المدارس الابتدائية.
4) المدارس الخاصة: انقسمت المدارس الخاصة (غير الحكومية) في فلسطين إلى قسمين: مدارس أجنبية، ومدارس وطنية. أما الأجنبية فقد أنشأتها مؤسسات دينية مسيحية. وأشرفت على المدارس الوطنية هيئات عربية فلسطينية. وكان كلا النوعين، الوطني والأجنبي، يتبع بشكل عام منهاج دائرة المعارف الفلسطينية، وتقسيماتها. وكانت معظم المدارس الوطنية الأهلية تؤهل الطلاب لتقديم فحص الدراسة الثانوية الفلسطينية. أما الأجنبية فكانت تؤهل الطلاب لفحص الثانوية الفلسطينية وفحص جامعة لندن (لندن متريكوليشن).
وأهم المدارس الأجنبية مدرسة الفرندز للذكور وللإناث، وكلتاهما في مدينة رام الله، وكانت على الرغم من استقلالهما تتبعان إشراف هيئة واحدة. ومنهاج التدريس في كلتا المدرستين هو منهاج التعليم الفلسطيني، إلا أن لغة التدريس في المرحلة الثانوية كانت اللغة الإنكليزية. أما الخريجون والخريجات فكانوا كثيراً ما يتممون دراستهم العالية في الجامعات الأمريكية، ولا سيما الجامعة الأمريكية في بيروت.
ومن المدارس الأجنبية مدرسة تراسنطا للذكور في القدس. وكانت هيئة الإخوان الفرنسيسكان الأمريكية تشرف عليها. وقد ضمت المدرسة صف بستان أطفال وسبعة صفوف ابتدائية وأربعة ثانوية. وكان التعليم فيها باللغة العربية في المرحلة الابتدائية، وباللغة الإنكليزية في المرحلة الثانوية ومنهاج التعليم فيها هو المنهاج الحكومي، وإن كانت المدرسة، بالإضافة إلى ذلك، تتيح للطلاب فرصة دراسة اللغتين الفرنسية والعبرية. وكان الطلاب عند تخرجهم يتقدمون إما لفحص الدراسة الثانوية الفلسطينية وإما لفحص جامعة لندن.
وقد برز من المدارس الوطنية الأهلية مدرسة النجاح* الوطنية في نابلس، ومدرسة روضة المعارف الوطنية* في القدس. وكانت كلتا المدرستين تتبع منهاج دائرة المعارف. ويتقدم الخريجون بعد إنهاء المرحلتين الابتدائية والثانوية إلى فحص الدراسة الثانوية الفلسطينية. وكان المعهدان يهتمان اهتماماً خاصاً بتدريس اللغة والتاريخ العربيين والديانة الإسلامية. كما اشتهرت بين مدارس القدس كل من مدرستي النهضة والأمة وتميزتا بمستواهما العلمي والوطني.
المراجع:
– يعقوب العودات: من أعلام الفكر والأدب في فلسطين، عمان 1976.
– عبد الوهاب الكيالي: تاريخ فلسطين الحديث، بيروت 1973.
– جبرائيل كاتول: التعليم في فلسطين، الأبحاث، 1950.
– عبد القادر يوسف: مستقبل التربية في العالم العربي في ضوء التجربة الفلسطينية، القاهرة 1962.
– حولية الثقافة العربية: المجلد2، 1949.
– Abcarius, M.E.: Palestine Through the Fog of Propaganda, London 1946.
– Antonius, G.: The Arab Awakening, New York 1965.
– Beck, C.: (Editor): Perspectives on World Education, Milwaki 1970.
– Farrel W.J.: Education in Palestine: General Survey 1936 -1945, Jerusalem 1945.
– Government of Palestine: A survery of Palestine, Jerusalem 1946.
– Mathews, R. and Akrawi, M.: Education in the Arab Countries of the Near East, Washington 1949.
– Palestine, Department of Education, Annual Reports.
– The Political History of Palestine Under the British Administration, Jerusalem 1947.
– Tibawi, A.L.: Arab Education in Mandatory Palestine, London 1951.
تقع قرية ميعار في منطقة الجليل* شمالي فلسطين، وتبعد 17 كم عن عكا* من الجهة…
أ- في مرحلة تقسيم فلسطين :ارتبط موقف يوغسلافيا من القضية الفلسطينية بطبيعة الأوضاع الدولية السائدة…
من أبرز المؤرخين اليهود القدماء في فلسطين. ومؤلفاته هي المصدر الرئيس لتاريخ اليهود وحوادث تمردهم…