قرية عربية تقع شمال مدينة صفد* مع الانحراف قليلا نحو الشرق. وتسير الحدود الفلسطينية – اللبنانية على بعد نحو نصف كيلومتر إلى الغرب منها. وتبعد هونين عن مدينة صفد قرابة 42 كم منها 40 كم طريقا معبدة وكيلومتران غير معبدين. وكانت هونين تتبع لبنان حتى عام 1923، وضمت إلى فلسطين اثر تعيين خط الحدود السياسية بين لبنان وفلسطين. لبلدة هونين تاريخ حافل في الحروب الاسلامية – الافرنجية. فقد احتلتها الافرنج مع غيرها من بقاع الجليل. وفي عام 1157م، وقبل معركة الملاحة المعروفة، فشل هجوم للافرنج على معسكر أسد الدين قرب هونين. وفي عام 1179م شيد الافرنج في البلدة قلعة عرفت باسم “القلعة الجديدة”.
وفي عام 1187م حاصرها المسلمون فاستسلم من فيها صلحا في كانون الأول من العام نفسه. ولكن الافرنج استعادوها صلحا في عام 1240م وظلوا فيها إلى أن حررها الظاهر بيبرس نهائيا في عام 1266م. وقد أدى الزلزال الذي حدث في عام 1837م إلى تهدم القلعة وجعلها غير صالحة للسكن.
أنشئت هونين في جبال الجليل* الاعلى على ارتفاع 660م عن سطح البحر على تل منبسط يمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وترتفع الجبال في غرب القرية لتصل إلى أقصى ارتفاع لها في قمة الشيخ عباد التي ترتفع 902 م عن سطح البحر وتقع على بعد 1،5 كم جنوبي شرقي القرية.وأما في شرق القرية فالسفوح شديدة الانحدار. وهناك جرف صخري يبدأ من جنوبها الشرقي مباشرة ويمتد نحو الجنوب مسافة تزيد على الكيلومتر. ويبدأ من شرقها وادي البداني الذي ينتهي في الطرف الشمالي للسهل الحولة*، ومن شمالها الشرقي واد ضيق يسير في لبنان ويرفد نهر الليطاني. وفي طرف القرية الجنوبي الغربي بركة ماء. وتقع عين العجل في شرقها. وعين الجنجر وعين العقارب في جنوبها الشرقي.
تشبة القرية في شكلها العام مستقبلا يمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي تبعا لامتداد التل الذي أنشئت فوقه. وتقع قلعة هونين شمالي القرية مباشرة. وقد كان في القرية 233 مسكنا في عام 1931 وبلغت مساحتها 81 دونما في عام 1945 ومساحة أراضيها 14,224 دونما استملك اليهود منها 486 دونما، أي 3,4% فقط.
ضمت القرية مدرسة ابتدائية للبنين. وكان فيها مئذنة شيدت في عام 1087م لجامع بني عام 1166م. وقد تهدم الجامع وبقيت مئذنة وبعض جدرانه.
كان في هونين 1,075 نسمة من العرب في عام 1931، وارتفع العدد إلى 1,620 نسمة في عام 1945. ويشمل هذا العدد سكان قريتي الحولة والعديسة، وهما قريتان لبنانيتان تقع الأولى غرب هونين والثانية شمالها.
اعتمد اقتصاد القرية على الزراعة* وتربية المواشي. وكان فيها في موسم 42/1943:152 دونما مزروعة زيتونا مثمرا. وتركزت بساتين الأشجار المثمرة في شمال غرب القرية وغربها وجنوبي غربها وشرقها.
شرد اليهود سكان القرية العرب ودمروها عام 1948. وفي عام 1951 أسس يهود هاجروا من العراق واليمن موشاف “مرجاليوت” على أراضيها.
المراجع:
- أنيس صايغ: بلدانية فلسطين المحتلة (1948-1967)، بيروت 1968.
- مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين، ج6، ق2، بيروت 1974.
هيز (مشروع -):
رَ: الأردن (استثمار مياه نهر وروافده).