قبيلة عربية من ولد جلهمة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.وتشير الروايات التاريخية إلى أنها يمانية الأصل، ثم خرجت على أثر الأزد إلى الحجاز، ونزلوا مجاورين لبني أسد، ثم استولوا على أجأ وسلمى، وهما جيلان من بلاد أسد، فأقاموا في الجبلين حتى عرفا بجبل طيىء.
وأشهر قبائل مجموعة عريب بن زيد، السبأية والأشعريون وطيىء ومذحج* وبنو مرة. أما طيىء فقد تفرقت إلى بطزن كثيرة وقد أخذت بطون من قضاعة* مواطن طيىء، واختلطت بعض بطون طيىء بقضاعة في الشمال، ولذلك تشابهت لهجة طيىء في سمات لغوية معينة مع لهجة قضاعة.
كانت الرئاسة قبل الإسلام على طيىء لبني هاني بن عمرو بن الغوث بن طيىء، ومن ولده إياس بن قبيصة الذي ولي ملك الحيرة بأمر كسرى مرتين، وكان له شأن يذكر عند الفرس. ولا بد أن يكون مركز قبيلته سنداً قوياً ودعمه في الحكم.
وقد كان لطيىء مكانة خطيرة في تاريخ العرب قبل الإسلام، بدليل إطلاق اسمها عند بعض المؤلفين القدماء على جميع العرب. وقد وقعت حروب دامية بين طيىء وتميم، وبين طيىء وقبيلتي غني وعبس، وبين طيىء وبني أسد. وكانت صلة طيىء بالفرس حسنة، ولما أراد الملك النعمان الالتجاء اليهم بعد أن ساءت علاقته بالفرس لم تقبل طيىء جواره أو مساعدته رغم مصاهرته لهم. وقد جعل كسرى أباس بن قبيصة على الرجال من الفرس والعرب في حرب بكر بن وائل في معركة ذي قار. وكان رؤساء طيىء يلقبون بلقب الملك، وكان عدي بن حاتم الطائي زعيم طيىء أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان ملكاً عليها يأخذ منها المرباع. فلما جاءت خيل الرسول بقيادة علي بن أبي طالب فر إلى الشام، ثم عاد إلى الرسول فأسلم. وحاربت طيىء مع المثنى بن حارثة الشيباتي في العراق سنة 14 هـ، وحاربت مع علي بن أبي طالب في صفين سنة 37هـ.
تعد طيىء من القبائل التي وجدت النصرانية سبيلاً إليها. فكان عدى بن حاتم طيىء من النصارى قبل أن يعلن إسلامه. غير أن هذا لا يعني أن النصرانية كانت هي الغالبة على هذه القبيلة، فقد كان قوم منها في الجاهلية يعبدون سهبلا والصنم الغلس.
المراجع:
– هشام بن محمد بن الكلبي: الجمهرة في الأنساب (مخطوطة)
– جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت 1968.