تمتد جذور حركة حيروت إلى منظمتي ” أتسل” و”شتيرن” الإرهابيتين، ثم إلى حركة الإصلاحيين التي تأسست عام 1935 بزعامة زئيف فلاديمير جابوتنسكي، وهي المنظمة التي انبثقت عنها المنظمة القومية العسكرية “أتسل” التي عرفت باسم “أرغون – ب” ومنظمة ليحي أيضاً – المحاربون من أجل حرية إسرائيل – التي عرفت باسم “شتيرن”، وكان من أبرز قادة تسلل الزعيم الصهيوني العريق مناحيم بيغن، بينما كان إسحق شامير الزعيم السابق لحزب الليكود من أبرز قادة ليحي.
وبعد قيام دولة (إسرائيل) عام 1948، شكلت كوادر منظمتي “أتسل وشتيرن” حركة حيروت التي تلاقت بدورها في منتصف الستينات مع حزب الأحرار – الليبراليون – ليشكلا معاً كتلة غاحل.
وقد بقيت حيروت بزعامة بيغن في المعارضة السياسية على مدى الفكرة السابقة لتشكيل غاحل، وقد عززت قاعدتها الانتخابية لترتفع من أربعة عشر مقعداً عام 1949 إلى ستة وعشرين مقعداً عام 1965، اثر التحالف مع الليبراليين، ثم إلى 39 مقعداً عام 1973، بعد أن نجحت الحركة بتشكيل تكتل الليكود مع أحزاب يمينية أخرى، ليصبح الليكود ممثلاً لتيار اليمين الإسرائيلي المتشدد.
أسند البرنامج السياسي لحيروت وبالتالي غاحل فالليكود إلى الأفكار التوراتية واليمينية العنصرية المتشددة فيما يتعلق بـ “أرض إسرائيل الكبرى” “والحق التاريخي لشعب الله المختار” و”حدود اسرائيل الكاملة”، وغير ذلك، كانت كل هذه الشعارات نقطة جلب واستقطاب للناخب الإسرائيلي، وشكلت شخصية بيغن رمزاً لغلاة المتطرفين والفكر اليميني القومي الشوفيني في المجتمع الإسرائيلي، وقد عرف في مرحلة المختلفة على أنه الأب الروحي لفكرة “أرض إسرائيل الكبرى أو الكاملة”.
واصلت حركة حيروت – غاحل فالليكود حملة شعارات “البلاد” و”الحق التاريخي” وأن الوطن القومي اليهودي الذي يمتد على كلتي ضفتي النهر هو “وحدة تاريخية وجغرافية لا تتجزأ”…..وأن تقسيم الوطن عمل غير قانوني، والموافقة على التقسيم هي أيضاً غير قانونية، ولا تلزم شعب إسرائيل.
وقد حملت الحركة كذلك شعار “إرجاع أجزاء الوطن التي اقتطعت منه وسلمت إلى حكم أجنبي غير يهودي”.
وتصدت حركة حيروت – غاحل – الليكود بزعامة بيغن لما أطلقت عليه “الخط البراغماتي” الذي انتهجته القيادة العمالية، ذلك الخط الذي قبل في حينه بإقامة “دولة إسرائيل على جزء من أرض إسرائيل الكاملة”.
احتلت هذه الشعارات والثوابت محور البرنامج السياسي لحيروت فتكتل غاحل فتكتل الليكود حتى الانقلاب السياسي في الكيان الإسرائيلي الذي وقع عام 1977، حيث حصل على ثلاثة وأربعين مقعداً في الكنيست، مقابل اثنين وثلاثين مقعداً فقط لحزب التجمع – المعراخ – آنذاك، وبات الليكود صاحب السلطة والقرار والتنفيذ، وأخذ يتناوب مع العمل – التجمع على السلطة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
من الزعماء التاريخين لحيروت – غاحل – الليكود:
1. زئيف فلاديمير جابوتنسكي.
2. مناحيم بيغن
3. اسحق شامير
المراجع:
– صبري جريس: اليمين الصهيوني، نشأة وسياسة وعقيدة، مجلة شؤون فلسطين عدد 67 – 69 ص 27 – 34.
– نواف الزرو: دراسة: قراءة في البرامج والأهداف السياسية للأحزاب الإسرائيلية، صحيفة الدستور الأردنية،عدد 20/6/1992.
– هاني عبد الله: الأحزاب السياسية في إسرائيل مؤسسة الدراسات الفلسطينية سلسلة الدراسات رقم 59، طبعة أولى، بيروت 1981.
– مجلة الأرض عدد (13)، تاريخ 21/3/1985.