مدينة صهيونية اشتق اسمها من كلمة “حول” العبرية بمعنى رمل، لأنها تقوم فوق كثبان رملية. وقد استوطنت جماعات صهيونية سنة 1925 منطقة حولون، وأقامت أول الأمر أكواخاً بسيطة فوق مساحة من الأرض تابعة لمدينة يافا* العربية، ثم تولت مجموعة شركات صهيونية تطوير هذه الضاحية بين عامي 1934 و1940 فبنت المساكن الكثيرة فوق كثبان الرمال. وقد جذبت هذه المساكن الجديدة أفراد الطبقة العاملة بخاصة، لرخص أجرتها بالنسبة إلى بيوت مدينة تل أبيب* المجاورة. ولذلك نمت البلدة نمواً سريعاً، فما إن حل عام 1940 حتى كانت تضم خمسة أحياء يسكنها 1.800 نسمة معظمهم من العمال. وفي ذلك العام أصبح لحولون مجلس محلي يدير شؤونها ويهتم بتطويرها.
تابعت البلدة نموها بين عامي 1941 و1948 فشهدت تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الصهيونيين للإقامة فيها. وبدات بعض المشروعات الصناعية تشاد على أراضيها الرخيصة. وقد أصبح عدد سكانها عام 1948 زهاء 7.000 نسمة. وأنشىء حولها عدد من الضواحي والأحياء الجديدة، حتى غدت عام 1950 مدينة ذات مجلس بلدي. وارتبطت هذه المدينة الصناعية وضواحيها بتل أبيب ارتباطاً وثيقاً لقربها منها، فهي لا تبعد عنها أكثر من 4 كم، بل كادت تلتحم بها. وتل أبيب هي المركز الرئيس بالنسبة إلى حولون، فهي توفر لسكانها فرص العمل المنوعة، وهي معتمد حولون في شؤونها المالية والتجارية والتسويقية والتعليمية والصحية والترفيهية وغيرها. وقد استفادت حولون من موقعها داخل منطقة تل أبيب، وساعدها ذلك على التطور والازدهار، فهي تقع على خط السكة الحديدية والطريق الرئيسة إلى القدس، وتتصل بطرق معبدة بكل من تل أبيب وبيت يم* وريشون لتسيون*، وترتبط بمرفأي تل أبيب وأسدود* القريبين.
وإذا كانت قيمة موقع حولون كبيرة فإن قيمة أرضها أقل شأناً، فهي أرض رملية تركت آثارها في وظائف المدينة التي تكاد تقتصر على الوظيفتين الصناعية والسكنية. فالرمال التي تحاصر المدينة من جميع الجهات ليست بيئة صالحة للزراعة. وقد دفع رخص أسعار الأراضي إلى إقامة المشروعات الإسكانية والصناعية. ومخطط المدينة مستطيل اتجه النمو العمراني فيه ناحية الجنوب فبلغت مساحة المنطقة التابعة لبلدية المدينة 19.500 دونم سنة 1950.
يقوم اقتصاد حولون على الصناعة* التي تتركز في منطقة خاصة تربو مساحتها على 2.500 دونم وتضم مختلف المشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. وتعد حولون من أهم وأكبر المركز الصناعية في الأرض المحتلة إذ يعمل في مصانعها 15.000 عامل تقريباً. وفيها 180 معملاً ومصنعاً و 350 مشغلاً. وأهم صناعاتها النسيج والمعدن والخشب والكيميائيات والأدوات الكهربائية والمواد الغذائية والأثاث المنزلي والجلود. وفي المدينة مركز تجاري يضم 130 مخزناً. وفيها الكثير من المدارس لمختلف المراحل. بالإضافة إلى مدرسة تكنولوجية وعدد من المراكز الثقافية. وقد أقيمت على مساحة واسعة من الأرض عند مدخل حولون مدينة سياحية ترفيهية.
سكان حولون خليط من المهاجرين اليهود الذين يرجعون إلى أصول مختلفة. وقد نما عدد سكانها منذ عام 1948 نمواً مطرداً، فأصبح 49.000 نسمة عام 1961، 74.000 نسمة عام 1967، و106.700 نسمة عام 1973 و163.80 نسمة عام 2001.
المراجع:
– أنيس صايغ: بلدانية فلسطين المحتلة (1948 – 1967 )، بيروت 1968.
– مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: نشرة المواقع والسكان رقم 41 (بالعبرية).
– The World Gazettear, Current Population for Cities and Towns of Israel (Internet)