تنفيذاً للخطة دال* التي وضعتها قيادة الهاغاناه* وتبنتها الوكالة اليهودية* بدأت القوات الصهيونية منذ أوائل شهر نيسان 1948 تنفيذ عمليات هجومية بهدف احتلال أكبر عدد ممكن من القرى والمدن العربية قبل جلاء القوات البريطانية عن فلسطين، وذلك لتحسين مواقعها، ولبسط سيطرتها على أكبر مساحة ممكنة من فلسطين بالإضافة إلى متابعة الضغط على العرب لإجبارهم على النزوح عن فلسطين. وضمن إطار هذه الخطة شنت قوات الهاغاناه هجوماً قوياً على بيسان* فجر يوم 1/5/1948.
وكانت حامية بيسان العربية مؤلفة من خمسة وسبعين أردنياً وحوالي مائة فلسطيني بقيادة توفيق التهتموني. ولم يكن بين أيديهم من السلاح سوى البنادق العادية وعدد غير كثير من الذخيرة. وما إن بدأ القصف على البلدة حتى هب المناضلون للدفاع عنها وتمكنوا من التصدي للموجة الأولى من الهجوم بنجاح. ولكن الصهيونيين كرروا الهجوم من اتجاهات مختلفة وبكثافة كبيرة بالإضافة إلى كونهم مسلحين بالبنادق الآلية والرشاشات تدعمهم نيران مدافع الهاون. واستمرت المعركة ثلاث ساعات كاملة نفدت بعدها ذخيرة المناضلين فدخل الصهيونيون البلدة، وسقطت بيسان بأيديهم فقاموا فوراً يجمعون أسلحة المناضلين ويحكمون سيطرتهم على البلدة.
وقد أبلغ قائد الهجوم سكان بيسان أن بإمكانهم البقاء منازلهم وبلدتهم على ألا يبدوا أي مقاومة. فبقي سكانها جميعاً متمسكين بأرضهم. وبعد شهر واحد طلب من الجميع مغادرة البلدة خلال فترة قصيرة من الزمن، فنزح بعض السكان عنها فوراً في حين أصر عدد كبير من السكان على البقاء فوضعتهم السلطات الصهيونية في عربات نقل حملتهم بقوة السلاح إلى الحدود السورية.
المرجع:
– عارف العارف: النكبة، ج1، بيروت 1956.
بيسان (واقعة -): رَ: فِحل (واقعة -)
البيساني: رَ: عبد الرحيم بن علي