بلدة عربية تقع على مسافة 11 كم إلى الشمال من رام الله*، وهي عقدة مواصلات هامة، إذ ترتبط بمدينتي نابلس* ورام الله بطرق معبدة من الدرجة الأولى، وترتبط بالقرى العربية المجاورة بطرق ثانوية معبدة.
قيس
أقيمت بيرزيت فوق رقعة متموجة من الأرض الجبلية لمرتفعات رام الله تعلو نحو 775م عن سطح البحر. وقد أنشأتها جماعات من العرب قدموا من مناطق الكرك والقدس وغزة، وقد أقام هؤلاء في بداية الأمر في موقع خربة بير زيت على رأس جبل يرتفع 818م عن سطح البحر، ثم انتقلوا إلى موضع بيرزيت الحالي، وأقاموا بيوتهم وسط بساتين أشجار الزيتون* حيث قامت صناعة زيت الزيتون التي أعطت البلدة اسمها الحالي. وقد بنى الصليبيون قلعة حصينة لهم في خربة بير زيت لا تزال آثارها باقية إلى اليوم، بالإضافة إلى المخلفات الأثرية في الخربة كالجدران والعقود المتهدمة والصهاريج والمدافن المنقورة في الصخر (رَ: الخرب والأماكن الأثرية).
تتألف بير زيت من بيوت حجرية تجمع في طرازها بين القديم التقليدي والحديث العصري. ويتخذ مخطط البلدة شكل المستطيل، ويشتمل على شبكة شوارع مستقيمة ومعبدة. ويتجه النمو العمراني لبيرزيت نحو الغرب بصفة عامة. وقد توسعت البلدة خلال السنوات الأخيرة، وامتدت مبانيها فوق رقعة واسعة تتجاوز مساحتها 800 دونم. وساهم في عمرانها أبناؤها المغتربون الذين يرسلون الأموال إلى ذويهم، كما ساهم وجود جامعة بيرزيت* في ازدهار الحركة العمرانية والثقافية والتعليمية في البلدة.
وقد تأسست كلية بيرزيت الوطنية في عام 1924، وكانت النواة لجامعة بيرزيت الحالية، وهي عضو في اتحاد الجامعات العربية.
لبيرزيت بلدية تدير شؤونها، وتوفر المرافق والخدمات العامة لها كالكهرباء والمياه والعيادات الصحية. وفيها مساجد وكنائس وجمعيات خيرية. وتشرب البلدة من ثلاثة ينابيع للمياه في جنوبها وشمالها وعلى بعد يراوح بين 150 و300م منها. فيها مدارس لكلا الجنسين لجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. وقد تأسست أول مدرسة للذكور في بيرزيت في أواخر القرن الماضي. ويتميز سكان البلدة بارتفاع مستواهم التعليمي، إذ بلغت نسبة المتعلمين فيها 90% بين الذكور، و50% بين الإناث.
تملك بيرزيت أرضاً مساحتها 14.088 دونماً، ويزرع في أراضيها بعض أصناف الحبوب والخضر والأشجار المثمرة. وتشغل أشجار الزيتون أكبر مساحة بين الأراضي الزراعية، تليها في ذلك كروم العنب وبساتين الفواكه، كالتين والخوخ والمشمش. وتعتمد الزراعة* على مياه الأمطار، وعلى مياه الينابيع. ففي أراضي البلدة ينابيع كثيرة بعيدة عنها تستعمل مياهها في ري بساتين الخضر والأشجار المثمرة.
كان عدد سكان بيرزيت في عام 1922 نحو 896 نسمة، وازداد عددهم في عام 1931 إلى 1.233 نسمة كانوا يقيمون في 251 بيتاً. وقدر عددهم في عام 1945 بنحو 1.560 نسمة. وفي تعداد عام 1961 وصل عددهم إلى 3.353 نسمة. ويعمل هؤلاء السكان في حرف متعددى كالزراعة والتجارة* والخدمات والبناء والصناعة* وفيها بعض الصناعات الخفيفة كالغزل والنسيج والتطريز والصابون والزيوت والمشروبات الروحية والمطاحن والمربيات والفواكه المجففة. وقد بلغ عدد سكانها في عام 1997 نحو 4.659 نسمة.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج8، ق2، بيروت 1974.
– السلطة الوطنية الفلسطينية، دائرة الإحصاء المركزي، 1998.