من أبرز المعالم الجغرافية التضاريسية بعد غور الانهدام السوري الإفريقي في فلسطين. ويمر المنخفض منطقة النقب*الأوسط من غيرها ويمتد فيها على محور شمالي شرقي – جنوبي غربي بطول يصل إلى 40 كم بين حدود فلسطين مع سيناء في الغرب وأطراف وادي عربة* والجروف المطلة عليه في الشرق. ويبلغ متوسط عرض المنخفض 7 كم. وتنخفض أرض المنخفض في أدنى أقسامه فيبلغ ارتفاعها 430 م عن سطح البحر في حين ترقى أعلى نقطة على حافته الجنوبية الغربية إلى 1.035 م عن سطح البحر، وهي جبل رأس الرمان أعلى نقطة في النقب كله. وتحيط بأرض المنخفض جروف وجدران صخرية من جميع أطرافه ما عدا الجهة الجنوبية الشرقية عند مخرج وادي الرمان في شمالي شرق المنخفض حيث تنعدم الجروف الصخرية القائمة لتفسح المكان لمنبسطات سهلية هضبية تجر فيها السيول طريقها لتفرغ مياه أمطار المنخفض عن طريق وادي السيق المحيط من الشمال بسهل أرديحة وجبل أرديحة (713م) ومن الجنوب بجبل أم جراد (710م)، والجروف والجدران عالية مفردة تصل إلى 300 م في بعض الأماكن، ومنخفضة مزدوجة يراوح ارتفاعها بين 70 و100م في أماكن أخرى. وهي تشرف على أرض المنخفض ذات التضاريس المتموجة التي تعلوها بعض المرتفعات والتلال* المتخلفة عن مستويات أعلى.
ويحتل وادي الرمان الذي يبدأ من أقصى الجنوب الغربي للمنخفض، أخفض أجزائه، ويسير مع محور التضاريس حتى منتصف المسافة بين رأس أرديحة وجبل مريفيج حيث ينعطف نحو الجنوب الشرقي خارجاً من المنخفض لينتهي في وادي السيق الذي يصرف مياه سيول المنخفض عن طريق خوانق عميقة تنتهي في أراضي عرب السعيدين في وادي عربة
إن منخفض الرمان ظاهرة من أهم الظاهرات البنائية الالتوائية في فلسطين. وإن كان اليوم منخفضاً تضاريسياً فهو في الأصل التواء (طية) سنامي ارتفع فوق السطح العالم بالحركات الأرضية المكسوفة للجبال في جنوب فلسطين. ولقد امتدت هذه الالتوائية مسافة 70كم من سيناء حتى وادي عربة وتعرضت لصدع وانهدام أصاب جناحها الجنوبي الجنوبي الشرقي على امتداد للمحور الجنوبي الغربي – الشمالي الشرقي. وأما تحول الشكل الجبلي الالتوائي إلى منخفض في الوقت الحاضر فيرجع إلى أعمال الحت والتعرية والتفريغ في قلب ونواة السام الالتوائي عن طريق المياه الجارية، والرياح فيما بعد. وقد كان لوجود الصدع، ولفرق الارتفاع الكبير بين قمة السام الأولى (تقدير بأكثر من 1.000 فوق سطح البحر) ومستوى أساس السهول والمياه المفرغة للمنخفض (قرابة – 100م دون سطح البحر) على مسافة لا تتجاوز 100كم، كان لهما أكبر الأثر في عملية تفريغ السنام. وبالتالي الكشف عن صخور ترجع إلى فترات جيولوجية قديمة من الجوارسي والترباسي في حين تتألف صخور الحافات والجروف المحيطة بمنخفض الرمان من الكربتاسي، ولا سيما (السينوماني).
رافق الانهدام الذي ضرب المنطقة صخور اندفاعية – بركانية متفرقة في المنخفض وظهور قواطع اندفاعية (ديك) كثيرة يرجع عمرها إلى الجوراسي. وتشكل المساحات الصخرية العائدة لأعمار الجوارسي والترباسي علوات بل عوائد مرتفعة فوق أرض المنخفض في حين تملأ الترسبات اللحقية والمجروفات السيلية الرباعية العمر المساحات المنخفضة الفاصلة بينها. وظاهرة انقلاب ما كان مرتفعاً بنائياً إلى منخفض تسمى من حيث الجيومورفولوجيا انقلاب التضاريس. فمنخفض الرمان يمثل هذه الظاهرة في فلسطين إلى جانب منخفضين آخرين صغيرين متشابهين هما منخفضا الحثيرة والحظيرة في النقب الشمالي.
يقع منخفض الرمان في منطقة صحراوية المناخ أمطارها بين 50 و100 مم سنوياً. وهي تهطل بشكل عاصفي رعدي فتسبب الفيضانات المفاجئة القصيرة. وقد تمر سنوات لا تسيل فيها المياه في بطون أودية المنخفض وروافدها. وتتفق حرارات المنخفض مع النموذج المناخي. فهي على العموم عالية يحوم متوسطها السنوي حول 20 درجة مئوية – 25 درجة مئوية. ومتوسط أشد الأشهر حرارة نحو 30 درجة مئوية – 32 درجة مئوية. وتنعدم العيون والآبار* في منخفض الرمان، الأمر الذي يجعله بقعة مقفرة خالية من أي نشاط سكاني عدا مرور بعض الرعاة من عرب السعيدين به في سني الخير والمطر التي ينمو فيها غطاء من الأعشاب كاف لاجتذاب البدو إلى هذا المنخفض لفترات قصيرة عقب هطول الأمطار وتركها بركا من المياه في حفر الصخور*. وتمر طريق للسيارات في وسط المنخفض تقريباً فتربط بئر السبع بخليج العقبة*. وبالمقابل تكثر في المنخفض وأطرافه ثروات صخرية متعددة وأحجار بناء متنوعة منها الرخام وغضار الخزف المعروف بالكاولان والجص والبنتونايت وغيرها (رً: المعادن). وبعضها مستغل. وما يعيق أعمال الاستخراج في هذا المنطقة بعدها وظروفها الطبيعية القاسية إضافة إلى عدم توفر طرق المواصلات ووسائل النقل الرخيصة.
رمل زيتا (قرية -): رَ: خربة قزازة (قرية -)