ينتسب البندكتيون إلى القديس بندكتس Benedictus أو مباركBenoit (480 – 547م)، الذي يعد “أبا رهبان الغرب” وأحد منظمي الحياة التقشفية في القرون الوسطى.
امتدت الأديار البندكتية إلى الشرق. وقد يكون الباباغريغوريوس (590 -604م) أول من أقام ديراً بندكتياً في القدس مع مضافة للحجاج بالقرب من كنيسة القيامة*. ثم أقام شرلمان ثلاثة أديار هناك. وفي القرن الحادي عشر الميلادي كان للبندكتيين ثلاثة أديار في جوار كنيسة القيامة، ومستشفى للمرضى والفقراء، ومضافة للحجاج. ولعل أهم دير كان لهم في القدس هو دير “سيدة يوشلفاط” في جوار كنيسة قبر العذراء، وكان رهبانه يعنون بالهندسة وبالضيافة والزراعة. وكان لهم مستشفى. وكان للراهبات البندكتيات دير في الصلاحية وآخر في العيزرية القريبة من القدس.
واليوم، في القدس دير للبندكتيين يقوم على جبل صهيون الحالي في بستان “النياحة” حيث بنيت كنيسة مريم العذراء ذكراً للأيام الأخيرة من حياتها. وقد قدم المكان السلطان عبد الحميد* لغليوم الثاني إمبراطور ألمانية سنة 1898م فجعله هذا ملكها للكاثوليك. فبنى الألمان الكاثوليك هناك (1900م) ديراً وكنيسة على اسم ” رقاد العذراء” مستديرة على وفق فنون مختلفة من الهندسة. وفي سنة 1906 سلم الدير والكنيسة إلى البندكتيين الألمان فزينوا الكنيسة بالفسيفساء، وجعلوا منها مزاراً جذاباً، واشتهروا بالنشاط الأدبي والعلمي والهندسة والصناعة، وأقاموا متحفاً فلسطينياً.
وفي حرب 1948* احتل الجيش الإسرائيلي الدير والكنيسة وحل الدمار والنهب بهما وبالمتحف. فأكره الرهبان على مغادرة الدير. وفي الدير اليوم مركز للدراسات الكتابية، ومركز مسكوني للبحث اللاهوتي، ومنتدى للقاءات الطلاب. وهو مسؤول عن ملجأ العجزة.
المراجع:
– Gariador, B.: Les anciens Monasteres Benedictins en Orient, Lille – Paris 1912.
– Hoade, E.: Guide to the Holy Land, Jerusalem 1979.
– Revue de Jerusalem: Jerusalem Aout 1955, Mars – Avril 1974.