اشتهر باسم (أبو علي). ولد في قرية عرابة* قضاء جنين. وعندما حلت النكبة في عام 1948 كان في العاشرة من عمره فعمل مع أبيه في الزراعة ليسهم في إعانة الأسرة. ثم انتقل مع أسرته إلى عمان في عام 1950، فاضطر إلى الموقف عن متابعة التعليم المدرسي والالتحاق المبكر بسوق العمل القاسي. وقيل أن يبلغ الثامنة عشرة التحق بحركة القوميين العرب في العام 1955 من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان، وفي عام 1956 ثم تفريقه للاشراف على متابعة طباعة منشورات الحركة.
اعتقل أول مرة بعد أحداث 25 نيسان/أبريل 1957 اثر مداهمة عيادة الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد* لمدة ثم تتجاوز ثلاثة اشهر. وبعد شهر من الافراج عنه اعتقل ثانية اثر الضربة التي وجهتها الاردن للحركة. حيث تحمل مسؤولية فكرة حفر النفق الذي اعد له وديع حداد وعدد من الضباط ليتسنى للمعتقلين الهرب من المعتقل الا أن ادارة السجن اكتشفت الأمر وقامت بتقييده بوضع السلاسل في يديه ورجليه. وبعد انتهاء مدة محكوميته عاد إلى عرابة.
في عام 1961 شكلت حركة القوميين العرب اقليم فلسطين واختير (أبو علي) مسؤولاً عن شمال الضفة الغربية، وشارك في دورة عسكرية في انشاص بمصر في عام 1965، وفي عام 1966 تعرضت الحركة لضربة جديدة في الأردن اعتقل على أثرها مع عدد كبير من أعضائها. وفي 11/12/1967 أعلن عن تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة الدكتور جورج حبش، ورافق ذلك القيام بالهجوم على مطار اللد مما عرض الجبهة إلى ملاحقة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن (أبو علي) نجح في العودة سراً إلى الأردن، حيث تحمل مسؤولية قيادة القطاع الأوسط وكان يتكون من ثلاث قواعد عسكرية إلى جانب مسؤوليته عن الأرض المحتلة،وكان المشرف على اعداد خلايا المقاومة المسلحة الأولى ودفعها غلى العمل.
تبنى تشكيل جبهة وطنية لا تقتصر العضوية فيها على أعضاء حركة القوميين العرب وحده، الأمر الذي اشتهى بضم التنظيم الفلسطيني للحركة ومنظمتي شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية، كما كان من الداعين إلى عدم التمييز بين السياسي والمقاتل، وفي مؤتمر الجبهة العام الثالث في 1972 صار للجبهة نظام داخلي جديد نص فيه على أن كل عضو سياسي فيها هو مقاتل كما أن كل مقاتل هو عضو سياسي.
في عام 1970 أصبح مسؤولاً عن المكتب العسكري للجبهة في عمان، وبعد أحداث أيلول السود تحمل المسؤولية في أحراش جرش إلى أن تم اخراج المقاومة الفلسطينية من الأحراش عام 1971، وتم اسر اعداد كبيرة من مقاتلي الثورة الفلسطينية كان (أبو علي) متهم.
وكان أن سنحت الفرصة (لابوعلي) الخروج من مطار المفرق ضمان قوات جيش التحرير الفلسطيني والسفر إلى لبنان. بعد أن أعلن أحد رفاق دربه ومن مؤسسي الجبهة الشعبية حمدي مطر مسؤولياته الكاملة عن العمل العسكري والتنظيمي للجبهة.
في عام 1972 عقدت الجبهة مؤتمرها العام الثالث فاختير (أبو علي) نائباً للأمين العام. وفي عام 1976 انتقل إلى العراق ليتحمل مسؤولية القيادة الخفية للجبهة بسبب الحرب اللبنانية. وفي عام 1987 وأثناء انعقاد المجلس الوطني التوحيدي في الجزائر اختير (أبو علي) عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ومسؤولاً عن دائرة شؤون اللاجئين ومقرها تونس. وفي عام 1991 تخلى عن عضويته في اللجنة التنفيذية للتفرغ لقيادة الجبهة الشعبية للظرف الصحي الذي كان فيه المين العام الدكتور جورج حبش. وقد تم اختياره أميناً عاماً لها عام 2000. كان عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، عضواً في اللجنة المركزية للمنظمة منذ تأسيسها في العام 1970، وعضواً في المجلس المركزي منذ تأسيسه عام 1973.
وعلى الرغم من معارضة الجبهة الشعبية لاتفاق أوسلو وملحقاته الا انه عاد في عام 1999 إلى فلسطين ليستشهد على ترابها في 27/8/2001 وهو في مكتبه يتابع مسؤولياته كأحد قيادات الانتفاضة.
من أهم مواقفه أنه انتقد الجبهة في مؤتمرها العام الرابع عندما اقرت شعار الحل المرحلي بفارق صوت واحد. كما انتقدها في مؤتمرها العام الخامس عندما وافقت على تشكيل حزب الوحدة الشعبية في الأردن بفارق صوت واحد. كما عد موافقة اللجنة المركزية للجبهة سنة 1996 وبفارق صوت واحد على المشاركة في دورة المجلس الوطني الذي عقد في غزة خطاً كبيراً، وهي الدورة التي وافقت على إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني.
كان (أبو علي) مصطفى رجل الحوار والمتوسط بين مختلف القطاعات الفلسطينية، وبخاصة منذ انقسام الصف الوطني اثر توقيع قيادة المنظمة على اتفاق أوسلو. وكان مع قادة آخرين من الرافضين لانشاء قيادة وطنية بديلة لقيادة المنظمة التي وقعت الاتفاق.
وكان ثاني أمين عام تنظيم فلسطيني تغتاله إسرائيل بعد اغتيالها الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي*.